أهم المقالاتإقرأ

فلسفة المهدئات… مقال للدكتور معتز علواني …

الدكتور معتز علواني

لا أحد ينتظر الظّروف سوى الجبان، وكم كَثُرَ الجبناء في وقتنا! فلم يعد هناك من قوّة سوى قوّة الانتظار والتّمنّي والغرق في دياجي حلم يستحيل أن يتحقّق.

انظر إلى نفسك قليلاً، واختر البدائل التي تراها مناسبة، بقاؤك على ما أنت عليه وتناولك الحقن المخدّرة التي تفتح أمامك واقعاً مختلفاً عن واقعك المظلم ليست حلاً، إنّما هو أكذوبة لتحافظ على توازنك النفسيّ أمام ذاتك المتعثّرة أبداً من جهة، وأمام الآخرين من جهة أخرى. حاول أن تبحث عن حلّ، أهو الرّحيل؟ وهل تأمل أن تجد واقعاً أفضل؟ على العكس تماماً، واقع مألوف بكلّ معاناته خير من واقع مجهول لا تدري ماذا ستجد فيه من ألوان المعاناة، وماذا بعد؟! أترمي نفسك إلى الجنون؟ وهل هذا الجنون سيخلّصك ممّا أنت فيه أم أنّه سيفتح لك باباً جديداً في سجون الذات العالقة بين الصّمت والصّمت.

اختر بديلاً آخر، ماذا لو اعتزلت النّاس حينما تشعر بغربة روحيّة قاتلة، فأنت غريب بين أهلك، غريب أمام ذاتك، غريب أمام مجتمع كنت تعتقد أنّك واحد من رجاله، فإن كنت تعتقد أنّ الحياة ستتغيّر فأنت واهم، ولا شيء سيتغيّر نحو ما تريد إلا إذا اقتربت من تغيّرات الحياة، سواء أأعجبك منطقها أم لم يعجبك، هذه هي الحقيقة، ويكفيك انتظار المجهول الذي يومئ إليك بإشاراتٍ لا تفسير لها سوى الوهم، فتغرق في عالم عنوانه الغد الأجمل الموسوم بمقولة “ليس بالإمكان أفضل ممّا كان” ولا سبيل للخلاص سوى بتوفّر أدوات لم تألف استعمالها أو الإتجار بها، تلك هي بضاعة النّفاق الخاسرة في نظرك الرّابحة الرّائجة في يقين الآخرين.

Amer Fouad Amer

صحفي مستقل / القسم الثقافي والدرامي النقدي مقدم ومعد برامج
2 تعليق
الأحدث
الأقدم الأكثر تصويت
Inline Feedbacks
عرض كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى