فلسفة السّخف…
مقال للدكتور معتز علواني
وحده السّخف الذي جعل القيمة للا منطقي، وأعطى مساحة لفكرٍ تافهٍ أن يتلفّظ أمام المعقول.

وحده السّخف الذي يدفعنا إلى البحث عن اللا ذات لننسلخ عن جلودنا ونتوشّى في سذاجات متردية، فنستر عوراتنا بأقنعة الحضارة المزيّفة….
يكاد يكون البحث عن الحقيقة جنوناً في مجتمع بلغ فيه الزّيف قمّة القيم، والابتعاد عنها نار تحرق كلّ ما تربّينا عليه من قيم باتت في نظر الآخرين تخلفاً عن العصر.
وما زلنا نقنع أنفسنا أنّنا بريئون من حكم الجاهليّة، وما الجاهليّة؟ أهي المارد الذي تخطّى فينا حدود المعقول ورمانا في دوّامة الحقّ والباطل؟ أهي النّمرود الذي أحرق أوراقنا النّاصعة حتى بات الرّماد لغةً يصفّق لها الجميع.
إنّنا لن نستطيع أن نوقظ ما في داخلنا من رقائق القصدير التي غلّفتنا، وتوجّب علينا ركوب الهواء في أجنحة من ورق تالف، ليصبح الضّحك أكبر ثروةٍ يجمعها من فشل في البكاء على عمر قضاه بالأمل، وتصبح المهزلة غنيمة لمن أحاط نفسه بسور العقلانيّة. هذه هي الحقيقة: عندما يبلغ السّخف منّا أن نمجّد التّافهين فإنّ من واجبنا أن نطأطئ رأسنا خجلاً ممّن أسكرته الحكمة الضالّة.
تصبحون على بقايا المكان.