أحدث المقالاتأهم المقالاتإقرأ

وداعاً لـ”الفيلر” و”البوتوكس” ويا مرحباً بقوالب الثلج!

سنا محمد

وداعاً لـ”الفيلر” و”البوتوكس”، ولكلِّ الحقن، والحلول التّجميليّة، ومرحباً بحلٍّ طبيعي مائةَ بالمائة، لا ليس خلطاتٍ طبيعيّةً تُحضّر في البيت، أو مكوناتٍ يصعب الوصول إليها، ولن تضطر/ي لجعل الحلزونات ترقص على وجهك طمعاً بمزيد من الكولاجين، الأمر أبسط من ذلك بكثير يحتاجُ منك القليل من البرود، كقوالب الثّلجِ تماماً، والالتزام بشعارٍ يُعرف بـ”لا للانفعال” ولأطول فترة ممكنة.

أربعون عاماً من الكبت الانفعالي؟

قد لا يبدو الأمر منطقيّاً أو بسيطاً لهذه الدّرجة، لكن هذا ما فعلته سيّدةٌ بريطانيّةٌ؛ إذّ توقفت عن الضّحك لمدّة أربعين عاماً، والسّبب هو خوفها من التّجاعيد!

السّيّدة تُدعى “تيس كريستيان”، عمرها الآن خمسين عاماً، اتخذت قراراً حاسماً بعدم الضّحك، عندما كان عمرها عشر سنوات، وبالفعل لم تبتسم أبداً، حتّى عند ولادة ابنتها، إذّ درّبت نفسها مذ كانت مراهقة على التّحكم في عضلات وجهها، ونجحت، وها هي تبدو الآن أصغر بعقدين من عمرها الحقيقي، من دون الحاجة إلى جراحاتٍ تجميليّة أو أيّةِ تدخّلاتٍ علاجيّة لتبدو أكثر نضارة.

“تيس” واحدةٌ من بين كثير من السّيّدات اللّواتي يتّبعن ذات النّهج، وفي مقدّمتهن نجمة تلفزيون الواقع “كيم كاردشيان”، لكن تخيّلوا للحظة هل تستحق التّجاعيد كلَّ هذا العناء؟!

تعابيرُ الوجوه مرآة الروح

تصوّروا أن يحرمكم الخوف من التّجاعيد؛ من إطلاق العنان لضحكتكم، أو التّعبير عمّا تشعرون به، تخيّلوا أنّكم غير قادرين على الاستغراب، ورفع الحواجب، وأنتم تقرؤون هذا المقال؟ وتخيّلوا أنّكم حتّى لن تتمكنوا من البكاء بحرقة، أو الصّراخ من شدّة الفرح، وفتح الأعين والأفواه عند ولادة طفلٍ جديد، أو النّجاح في اختبارٍ ما، أو الوصول لشيءٍ لطالما حلمتم به، وفكّروا فقط كم سيحتاجُ منكم ويستنزف من طاقتكم وأرواحكم أن تتظاهروا بالبرود وضبط الانفعال، لأنّ ذلك قد يؤدي لظهور خطوطٍ رفيعة تتعمّق تدريجيّاً مع مرور الوقت، وفي كلِّ مرّةٍ قد تقومون بتلك الحركات اللا إراديّة النّاتجة عن الانفعالات الطّبيعيّة.

قد يبدو كبتُ الانفعالات مُرعباً بدرجةٍ أكبر بكثير بالنسبة للبعض من مظهرهم الأكبر سنّاً، لقلّة اللحظات الحقيقية التّي يعيش فيها الإنسان أقصى درجات انفعالاته، إذ أن العفوية والتلقائية أصبحت عملةً نادرة جداً، وقدرة المرء على عيشِ مشاعره بصدقٍ وانعكاسها على وجهه بصدقٍ أكبر تجعلهُ أكثر اتزاناً من مظهره الخارجي، ناهيك عن أن هناك من يفضلّون ويتغزّلون بتجاعيد اليدين وتلك التّي ترسمُ ضحكة العينين، وإن كان الكريه منها للغالبية هو عقدةُ الحاجبين فالسيدة فيروز قد غنّت لهم وميزتهم بِ يا عاقد الحاجبين.

” لا” للانفعالات أم للخوفِ من الشيخوخة !

مهما بلغت درجةُ الخوف من الشيخوخة أو الكِبر بنبغي ألّا تسيطر على المرء فبدلاً من محاولات تلك السيدة كبت انفعالاتها لتظهر أصغر من أقرانها كان عليها السيطرة على خوفها الداخلي من مظهر التجاعيد أمام المرأة، والخوف كلُّ الخوف من أن يمنحها وجهها ردَّ فعل عكسي عن كلِّ تلك اللحظات التّي ضبطته بها بعيداً عن فطرته وطبيعته ومنعتْ نفسها من إظهار التعبير الحقيقي عمّا تشعر به فلكلِّ فعلٍ ردّ فعل يساويهِ بالشدّة ويعاكسه بالاتجاه.

وداعاً لـ"الفيلر" و"البوتوكس" ويا مرحباً بقوالب الثلج!

ريتينغ برودكشن

Amer Fouad Amer

صحفي مستقل / القسم الثقافي والدرامي النقدي مقدم ومعد برامج
زر الذهاب إلى الأعلى