وتحسب أنكَ نجمٌ مشهورٌ وأنتَ تعاني من اضطراب!
إذا كنتَ تشعرُ أنّكَ شخصيّة مشهورة، وتتعامل مع المحيط على هذا الأساس، أو تعرف شخص يتعامل بهذه الطّريقة، فعليكَ قراءة المقال التّالي.
لقد كَثُرَ في أيّامنا هذه ما يسمى بالـ”بلوغر”، والمؤثّرين، ويُقصّد بالمؤثّرين هنا من يقومون بتسجيل فيديوهات يقدّمون فيها للنّاس نصائح حياتيّة، لا تسمّن ولا تُغني من جوع، ممن يقومون بشراء عددٍ من المتابعين والإعجابات على وسائل التّواصل الاجتماعي كنوعٍ من الدّيكور المستحدث للصّفحات الشّخصيّة، وبعد هذه الخطوات تبدأ التّصرفات غريبة الأطوار، حيثُ يبدأ الواحد منهم بمشاركة تفاصيل غير مهمّة عن حياته، كيف يستيقظ ، وكيف ينام، وأين يذهب، وما هي هوياته، ما عدا عن إعلام المتابعين عن أزماته الصّحيّة المترافقة مع صور الأدوية التي يتناولها، بالإضافة لإبلاغ النّاس عنه في كلّ دقيقة، وكأنّه محور الكون!
تسمّى هذه الحالة في الطّبّ النّفسي (اضطراب الشّخصيّة التّمثيلي) أيّ شعور الثّقة بالذّات من خلال قبول الآخرين له، ولذلك نرى أن هؤلاء الأشخاص لديهم رغبة شديدة في الظّهور عبر وسائل التّواصل الاجتماعي، وغالباً يتصرّف الشّخص المصاب بهذا الاضطراب بشكلٍ درامي أو غير لائق لكسب الاهتمام.
الأشخاص المصابون بـاضطراب الشّخصيّة التّمثيلي يعانون من صورة ذهنيّة مشوّهة عن أنفسهم، ومشاعر متقلّبة وغير مستقرة، ولكن لا يُعدُّ هذا الاضطراب خطيراً، حيث يعمل معظم الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة بنجاحٍ في المجتمع والعمل في الواقع، وعادةً يتمتّع الأشخاص المصابون بها بمهاراتٍ رائعة في التّعامل والتّواصل الاجتماعي، وغالباً ما يستخدمون هذه المهارات للتّلاعب بالآخرين.
نقفُ عند تعبير (التّلاعب بالآخرين)، حيث نجد أنّهُ علينا التّفكير جيّداً قبل بدء متابعة أيّ شخصيّة عامّة على وسائل التّواصل الاجتماعي على تعدّدها، والبحث في البداية عن إنجازاتها الحقيقيّة، ومعرفة إيجابيّات وسلبيّات هذه الشّخصيّة، وما الفائدة التي سنحصل عليها من المتابعة، فإذا وصلنا إلى نتيجة تُرضي العقل نستمرُ في المتابعة، أو يجب ألا نسمح لأنفسنا أن نصبحَ مجرّد عدد زائد في سجل متابعات أحدهم.
