هل تَكبُر الدراما العربية بالتقليد أو الاستعارة؟

ما الهدف من تقليد المسلسل العربي للمسلسل الأجنبي والتّركي تحديداً؟ هل هو من صنع أيدينا نحن كَ جمهور؟ أم أنّه فرضٌ من شركات الإنتاج؟!
تعدّدت المسلّسلات ذات الطّابع المستعار والمقتبس في وقتنا الحالي، وباتت أغلبيّة الأعمال الدّراميّة تنضوي تحت غطاء التّقليد والنّسخ للأحداث والشّخصيّات، وحتّى الموسيقى، وخاصّةً الأعمال التّركيّة، حيث أنّ صنّاع العمل أصبحوا يقومون بهذه الخطوة مجاهرةً وعلى العلن! وها هي تصبح (موضة) في صنع الدّراما …
مسلسل “عروس بيروت”، النّسخة الأصليّة من المسلسل التّركي “عروس إسطنبول”، يمكن للمشاهد معرفة الأحداث القادمة كلّها، عن طريق مشاهدة نسخته التّركية بكلّ بساطة!! فالأحداث هي نفسها تماماً، كم أنّ الممثّلين مضطرين لقالب تمثيلي يشبه الذي قامه به الممثل التّركي قبله! لخدمة النّسخة الأساسيّة، كطريقة الكلام، واستخدام ألفاظ تركيّة بين جملةٍ وأخرى!

هل من هدف أو غاية للدّراما العربيّة وراء هذا التقليد!؟
عجلة إنتاج هذه النّوعيّة من الأعمال لا تتوقف عند عملٍ واحدٍ فقط، بل ها هي تستمر وتتزايد مع مرور الوقت كمسلّسل “ستيلتو”، الذي يُعرض حاليّاً، وهو النّسخة العربيّة عن التّركي “جرائم صغيرة”، إضافةً إلى أعمال قادمة مثل: “حرب الورود” المأخوذ حرفيّاً من نسخته التّركيّة، وغيره المزيد …
يترأّس هذه الأعمال ممثلين يعتبرون من النّخبة في الدّراما العربيّة، شاملين الوطن العربي كلّه، فهل تستحقّ هذه النّوعية من الأعمال التّضحية بممثلين أمضوا عمراً في هذه المهنة!؟

ربّما لا ندرك إلى الآن هذا النّوع من الغزو الدّرامي لكن هل يُعدُّ تقدّماً!؟
هل هذا الثّوب سيناسب مقاس مجتمعاتنا؟! وماذا يحضّر لنا صُنّاع الدّراما العربيّة من مفاجآت جديدة!؟ فما خفي أعظم؟!