هاني شاكر يذكرنا بوحدة سورية ومصر

هاني شاكر في دمشق …
عبارة تداولتها الصّفحات الزّرقاء منذ مدّةٍ قاربت الشّهر، لكنّها عبارة؛ أماطت اللّثام عن حماقة تعليقاتٍ ومنشوراتٍ عديدة، تناولت الخبر بطريقةٍ غير مهذّبة، وأحياناً سوقيّة الموقف!
لن نلتفت للقال والقيل، بل نتطرّق هنا لوقفة أمير الغناء العربي على مسرح دار الأوبرا في دمشق، الذي نشر بوجوده جمالاً وسحراً، كنّا ننتظره منذ سنواتٍ وسنوات …

وقفةٌ متماسكةٌ جدّدت المحبّة وتاريخها بين سورية ومصر. أقولها من دون مبالغة: ما وجدته من حبٍّ وانفعالٍ بين الجمهور وهاني شاكر لم يذكراني إلا بتاريخٍ جميلٍ بين شعبين تجاورا مع بعضهما في مناسباتٍ ومحنٍ وأفراحٍ وأتراحْ … فبقي المصري إلى جانب السّوري والسّوري إلى جانب المصري، في عديدٍ الأوقات مهما كان وصفها …
نفخر بهذه العلاقة التّاريخيّة، ويجب أن نُذكّر بها الأجيال الجديدة على الدّوام. هذه محبّة صادقة يجب ألا تُغفل، وألا تُستبدل بأيّ توصيفاتٍ لا تليق ولا تُحتمل!

ولطالما ردّدنا عبارة: من دمشق هنا القاهرة، ومن القاهرة هنا دمشق … فما أجمل هذا التّبادل الوجداني الصّريح. قد ذكّرتنا به حنجرتك أيّها الأمير الأنيق هاني، أوصلت إلينا بكلّ مشاعرك الثّمينة وجوارحك الغالية المحبّة التي نحتاجها اليوم، فكنت يا هاني سفير الحبّ لبلدين لم يعمر تاريخهما إلا بالحبّ المتبادل.
نقول أيّها الأمير الحقيقي، والسّفير الكبير، شكراً لك من قلوبنا، شكراً لحضورك في وقتٍ دقيق نحتاج فيه أن نفتح الأبواب على مصراعيها، فهذه الأوطان تستحق أن تحيا وتنطلق، وها أنت تُؤكد لأبنائها بأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة …

كم كنت جميلاً يا هاني النّبيل؛ وأنت تردّد كلمات أغنية خاصّة بالبلدين. وكان عنوانها: (عاشت سورية تحيا مصر)، من كلمات صفوح شغالة وألحان محمود الخيمي:
“مصر وسورية ما بينهم وحدة
من البدايات وحروبهم شاهدة
دول شعبين همومهم واحدة
مصر وسورية حكاية بجد …”.
شكراً هاني شاكر …



