نوال السعداوي … من مذكرات طفلة إلى أهم روائية في العالم العربي
من مذكرات طفلةٍ في الثّالثة عشرَة من العمر وصولاً إلى أهمّ روائيّةٍ في مصر والعالم العربي.
هل نكتفي بهذا العنوان يا سيّدتي؟! فقد مضت سنةٌ كاملةٌ على رحيلك، أيّتها المناضلة الكبيرة، نوال السّعداوي، حيث وظّفتِ قلمك، وصنعتِ من مواقفك خلال نصفَ قرن منبراً تدافعين فيه عن المرأة وعن حقوقها، وعن مساواتها مع الآخر، وعن تفوّقها على الرّجل … فكيف لنا أن ننساكِ وأن نختصر حياتك بجملة واحدةٍ أو مقالٍ فقط؟!
لكن الواجب يحتّم علينا أن نستذكرك على الدّوام، وفي كلّ مناسبةٍ تليق بكِ، وبكلّ محبّة وكلّ فخر، فأنتِ الأنثى والأم والطّبيبة والكاتبة والباحثة، والمزيد من الألقاب التي سيدرك البشر مدى أهميّتها مع مرور الوقت …
ولدتْ “السّعداوي” في السّابع والعشرين من شهر تشرين الأوّل / أكتوبر من العام ١٩٣١، لعائلةٍ تقليديّةٍ ومحافظة.
كان والدها مسؤولاً حكوميّاً، أخذت منه احترام الذّات والتّعبير عن الرّأي بحريّة. تخرّجت “نوال” من كليّة الطّبّ – جامعة القاهرة، وتزوّجت ثلاث مرّات من طبيب، رجل قانون، ومن طبيب وروائي في آنٍ معاً، حياتها مليئة بالمناصب والمواقع المهمّة على صعيد محلّي ودولي وإقليمي …
كانت رواياتها أنثويّة، بشكلٍ ملحوظ مثل: “زينة”، “امرأة عند نقطة الصّفر”، “امرأتان في امرأة”، “جنّات وإبليس” وغيرها، لكن الطّابع المشترك بينها جميعاً، أنّها ذات مواضيع تشدّ من أزر المرأة، وتعرض واقع الحال الرّديء في عدم إنصافها، وتصقل من الإرادة الأنثويّة لتكون دافعاً لها في الوصول إلى هدفها في صون المرأة والحفاظ على حقّها كمخلوق كوني، يستحق الحياة أوّلاً والتّكريم ثانياً …
حاولت الرّاحلة “السّعداوي” من خلال كتاباتها، ورواياتها، وأبحاثها، تغيير حياة النّساء للأفضل، ولفت انتباه الرّجل الشّرقي لما يقع به من أخطاء في حقّ الحياة …
شجّعت نوال السّعداوي المرأة بكلّ ما تملك من أفكار، وحريّة، وروحانيّة، ومنطق، وإرادة، ليرفضن أيّ شكلٍ من أشكال التّعنيف والتّهوين والاستقصاء، والإذلال …
رحلت هذه الكاتبة المختلفة نعم، لكنها تركت بصمة فيها من الوعي والتّنوير ما لم تتركه أخرى غيرها. شكراً نوال السّعداوي، أنتِ البصمةً المنيرة في حياتنا، سنذكرك دوماً، وسنعمل على استذكار أفكارك والاشتغال بها ما استطعنا …
