أحدث المقالاتمواهب واعدة

نبضٌ لا ينطفئ …

مهاب مكارم

نبضٌ لا ينطفئ

لم يمضِ عامٌ حتى يُمحى الشّوق، فمن قال إن للشّوق أزمانٌ وفتراتٌ كي يُنسى!؟ اللهفة باقيةٌ ممتدّة، وليس بوسع أيِّ جليدٍ على وجه الأرض صلبَ المشاعرْ.. بضعةُ شهورٍ اخترقت أزمنة قلبي كأنها تسع سنين ضوئيّة، لا خبرَ عنكِ أسمع، ولا حتى همس سماعة الهاتف ينادي باسمكْ.

إلى متى سيضلّ هذا الحنين دؤوباً زاخراً؟

إلى متى سيبقى الفؤادُ مُحمَّلاً بأثقالِ الحرمان؟

متى سيُروى عطش الصّبابةِ وِرداً من ينبوع وصلكِ اللا منتهٍ؟

مقال نبضٌ لا ينطفئ مهاب مكارم

قد طال غيابك عن دُرَّتي العين، فلا هما استحبَّا خطف حلاوةِ تفاصيلِ الطّبيعة من دونك؛ ولا حُسنُ وجهكِ تعاطف مع نفاذِ صبرِ شراييني فَ استجاب لطلبٍ مستعجلٍ للقائك؛ كنت قد سلمتهُ لبريدِ الكونِ واقترفتُ إثمَ رشوةٍ كي يصلَ أوّلاً؛ كي لا يحلَّ للوقتِ حينها بأن يتفاخر ببطئهِ علينا، ويعذِّبَ دفقَ اللّهفة في أعصابنا.

أتُراكِ أيضاً غير مُدركةٍ أن سُحبَ الهوى قد تقدّمتْ بتعهُّدِ البقاءِ ضمن سماء قلبي حتى تنتهي كلّ أزماتِ هذه الأرضْ! ومن قال إنها إلى نهاية! فَ إنْ حصلَ- مع أنه محالٌ- سأختلقها بنفسي وستتمدّدْ.. أعِدُكْ.

أعدكِ أنَّ ثوراتَ خلايايَ وهتافاتَ حبيباتِ دمائي لن تحيدَ عن مطالبها حتى يخضع كلّ شبرٍ من تقاسيم كياني لاحتلالِ حبّك، ف أنا معروفٌ منذ القدم بأن كلّ ما ينبض به فؤادي مجنونٌ، لا يعرف السّكونَ أو التّخلّي، فَ كيف بمن أسَر الرّوح بسحرِ لؤلؤتيّه، فاضَ الجمال منهما حُسناً وبهاءً، وسَقى حقول قلبي العطشى برحيقه الأبدي!

مقال نبضٌ لا ينطفئ مهاب مكارم

نبضٌ لا ينطفئ

أحبّكِ، وعهديَ الصّدقُ في كلّ همسةٍ، تتلفّظُ بها شفاهيَ، الثمِلةُ بنبيذ صوتكِ، وعينايَ التي تنهلُ زخمَ الحُسنِ من نبعِ عينيكِ. أحبّكِ والحبّ في قاموسي يا سيّدتي يُروى بهمس السّكينة النّقيِّ، الذي لا تختبره كلماتنا أو حروفنا، يُدركُ جزءٌ متواضعٌ منه بما ننثرُ قصائداً أو نُحلِّي آذاننا بتذوّق الخواطر الشّعريّة، ويُفهم جزءٌ بالاستماع لترانيم الموسيقى العذبة، وبعضٍ من أغنياتِ الطّرب الأصيل، ونستوعبُ قطعةً أخرى بخيالنا المُترعِ عوالماً، الذي لا يَكلُّ الطّيران والتّحليق في أوج السّماء، فلا يتقيَّدُ بقيودنا البشريّة الصمَّاء، ولا بتبعيِّة تقاليدنا، وعاداتنا العمياء… ومع ما يُجمع من كافة الأجزاء، يبقى في الروح توقٌ خفيٌّ لشّلالات ودِّكِ المتأصِّلة الخفيّة، التي وإنْ وُزِنَ الكلام أمامَ حضرتها، فَ إنَّ الإحساس الدّافئ المغمورَ بلغةِ النّشوةِ الوجوديّة سيبقى الأثقلَ، والأعذبَ للأفئدة.

مقال نبضٌ لا ينطفئ مهاب مكارم

نبضٌ لا ينطفئ ريتينغ برودكشن

Amer Fouad Amer

صحفي مستقل / القسم الثقافي والدرامي النقدي مقدم ومعد برامج
1 تعليق
الأحدث
الأقدم الأكثر تصويت
Inline Feedbacks
عرض كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى