ميادة بسيليس …”كذبك حلو” تعيش فينا أكثر…

من منّا لا يذكر “كذبك حلو”، الأغنية التي ردّدها جمهور المسرح في سورية، والتي كانت باسبور السّفر للفنانة ميادة بسيليس إلى العالم العربي، فعاشت هذه الأغنية في الوجدان لتفتح لنا باب البحث عن هذه المطربة وبداياتها، ونشأتها وانطلاقها، كفنانة سوريّة تريد أن تعبّر عن صوتها في زحمة تنافس الأصوات العربيّة العادية، وقلّة الأصوات الرّصينة، وفي فترة قاسية من تكاثر المتسلقين على عالم الفنّ والغناء العربي.

عانقها زوجها، الفنان سمير كويفاتي، وكان الوليف الأوّل لصوتها، وشكلا الثّنائي الذي قدّما أغنية صادقة قريبة من الناس، فسمعنا ميادة في في 14 ألبوم غنائي منذ العام 1986، ومنها الوطنيّة، والتّرانيم الدّينيّة، والأغنية العاطفيّة، والقصيدة باللغة العربيّة الفصحى، والأغنية الطّويلة والقصيرة، ومعظمها جاء بألحانه، وأصرّا معاً أن الأغنية يجب أن تحمل معالم أصيلة من كلمة ولحن، بعيداً عن الابتذال والتدني والرّخص، وعاماً تلو الآخر أصبحت أغنية ميادة بسيليس، أغنية سوريّة تعبّر عن ثقافة وحياة السوريين.

يصادف اليوم 28 تموز، ذكرى ميلاد الفنّانة السّوريّة ميادة بسيليس، التي رحلت عن عالمنا في 17 آذار من العام الجاري، تاركةً بصمة فنيّة نقدّرها ونحترمها، شبّهها النّاس للسيّدة فيروز، وجاءت أغنيتها نمطاً مقترباً من أغنية الرّحابنة، لكنها ليس التّماثل الذي يقتل المحاولة بل التّشابه الذي يذكّرنا بأن البيئة في بلاد الشام متآلفة، ومتناغمة مع بعضها البعض، وهذا ما نراه في أغنيات: “كذبك حلو”، “هوى تاني”، “وحدي بلا رفيق”، وغيرها. لكن التّجديد هو ميّزة لا بدّ من ذكرها هنا، فعندما طُرحت أغنيات مثل: “يا غالي”، و”خليني على قدّي”، كان هناك مغامرة من قبلهما، “بسيليس”، و”كويفاتي”، حيث لم تعتد الأذن المحليّة الاقتناع، بسهولة، في الجديد المطروح باللهجة البيضاء السّوريّة، ومع ذلك ردّدت النّاس هذه الأغاني واستمتعت بها إلى يومنا هذا.
