محمود أرمنازي … يصنع صورةً حيّةً في وجداننا

قبل الإضاءة والتّصوير، قبل الإخراج والتّمثيل؛ يقف الكاتب في كُلِّ فيلمٍ جاهداً ليُبهِرَ المشاهدين، بخياله وأسلوبه، فالصّورة الأخيرة التي تصلتنا؛ جاءت بعد سهِرٍ وتعبٍ أمضاه الكاتب في أصعب الأوقات، وبعد جهودٍ في كتابة سيناريو الفيلم وقصّته، كما الجندي المجهول الذي يضحّي من أجل نجاح العمل.
نعم؛ هو محمود أرمنازي، فمنذ صِغرهُ بدأ شغفه الكبير في دخول إلى عالم الكتابة، وقدَم عدّةِ أفلامٍ بمضامين مؤثّرة.

تلقّى التّشجيع من المخرج الرّاحل (محمد الشّيخ نجيب)، الذي دفعه لينجز أعمالاً تترك أثراً في قلوب من تابعها.
بدأ “أرمنازي” بفيلم “ساعات بتمحي الأيّام”، قدم عَمله هذا لكلّ طفلٍ خَسِرَ أمّهُ في الحرب، ثمّ انتقل ليدعمهم من خلال فكرة جديدة في محاربة الأمراض، ومعاناة الأمّ في علاج طِفلها المُصاب ليختصر كلّ ذلك عبر فيلم بعنوان “بكرا أحلى”، وغيرها عدّة أفلام بمضامين إنسانيّة، مثل: “دمعتي اطفأت شمعتي”، “راجع حبّك”، “الوجع صار يضحك”.

“محمود” دَخل إلى قلب كُلّ شخصٍ من دون تفريق في العمر، الجنس، اللّون، وها هو يشارك من جديد بفيلم: “خلصت الدّني”، بمشاركة الكاتبة نور حفطارو، الذي يتحدّث عن حكاية الفقد، حيث ولدت الفكرة بعد أن عاش “أرمنازي” التّجربة عينها في فقده والدته، ليقدّم سيناريو واقعي تنفذه المؤسسة العامّة للسينما، حيث سيبصر النّور قريباً.
نتمنى النّجاح لموهبة محمود أرمنازي، ومكافحته ومحاولته الدّائمة في تقديم لغة سينمائيّة تشبه الواقع، على الرّغم من كلّ المعوقات والمتاعب.