“في الحروب التي ذهبت
في الحروب التي بقيت
في الحروب التي حاولت أن تجيء
كان وجهٌ أليفٌ لعاشقةٍ يتمرّغ في الرّمل
والألم الطّبقي …” … من قصيدة “حرب.حرب.حرب” للشّاعر رياض الصّالح الحسين
قد يكون للصّوت الأنثوي حضوره الأبرز في مسرحيّة “نقيق”، لكن تطويع النّص المسرحيّ للكاتبة روعة سنبل؛ جاء على طبقاتٍ متوائمةٍ بين غناءٍ ورقصٍ، ومقطعٍ مصوّرٍ، وقصيدةٍ، وموسيقى متنوّعة، يجتهد خلالها الممثّلون في حَبّْكِ الإبرة أجزاءَ الثّوب قبل جهوزيّته في الارتداء …
ستكتشفُ أيضاً حواريّةً خاصّةً بين الضّحيّة والجلّاد، ولربّما كانت دلالاتها الواضحة تُسعف العرض بعنصر مفاجئة مهم، وبقطبتها المخفيّة، يمكن استعادة الذّكرى في قلب الأدوار، وطور العتاب بين البشر، عبر شخصيّة الضفدع وخيالات مي، وظلٌّ أبعد من الفرجة يُسلط الضّوء على تتالي الأيّام بين الماضي والحاضر والمستقبل …
هل كلّ ما رأيناه في عرض “نقيق” هو نقيقٌ وكفى؟! فما طرحه العرض كان بمستوىً يحتاج إلى تشريحٍ ويستحقّ التّحليل، فعلى الرّغم من بساطة المغزى إلا أنّه يشبه ويوازي الواقع، ويحاكي وجدان المشاهد بمحبّة ولفت انتباه قلما أدركته عروض المسرح في الآونة الأخيرة.
سَعَتْ لوحة “نقيق” لمزج أنواع الفنون مع بعضها البعض، في عرضٍ مسرحي، بمتعةٍ وحرصٍ قدّمنه كلّ من: ريم زينو، ندى العبد الله، أليس رشيد، إيناس حديد، وبأداء خاص لشخصيّة الضّفدع اجتهد عليه وليد الدبس، وبالاعتماد على نصٍّ حاز المركز الأوّل في مسابقة الهيئة العربيّة للمسرح 2020 بعنوان الخيال والكتابة خارج النّمط، رسمته الكاتبة روعة سنبل، ليقول المخرج د. عجاج سليم كلمته: “نحاول رغم الضّيق ألا نبكي
ولكننا لا نستطيع ألا نشتاق” في انعكاسٍ لأشعار الرّاحل رياض الصّالح الحسين “الشّارع ضيق عندما نبكي
قليل عندما نشتاق”.
ولن ننسى التّحية لكلّ من قدّم وساهم في إنجاز هذا العرض في السينوغرافيا، والفريق الفنّي، والأزياء والديكور …
