أحدث المقالاتأهم المقالاتإقرأالمقالات عامةمقالات عشوائية

مساحة وعي (2) حوار مع د. مأمون علواني .. الخروج من المملكة الحيوانيّة

د. مأمون علواني في حوار خاص مع د. فاطمة أحمد

مساحة وعي (2) حوار مع د. مأمون علواني .. الخروج من المملكة الحيوانيّة

نتابع حوارنا حول المفكّر فيه والمسكوت عنه مع د. مأمون علواني، الرّئيس التّنفيذي لشركة “ريتينغ برودكشن” بهدف الوصول إلى إجابات مقنعة للأسئلة المقلقة التي ترافق الإنسان على الدّوام، لعلّه يجد فيها نوعاً من الشّفاء لحالة التّشظي التي يعيشها مع العالم.

إذا لم يكن ثمّة تكريم لروح الإنسان أو عقاب لها بعد الموت – من مبدأ أنّ الرّوح لا تنتقل ولا ينتظرها عقوبة أو مكافأة بحسب وصفك وتعبيرك- فلم وُجِدَ الإنسان؟

عندما خلق الله تعالى البشر أيّ سيدنا آدم عليه السلام ومعه حواء التي كانت أجمل منه وأكثر نقاء منه، على عكس ما أشيع لاحقاً في الثّقافة بأنّها أصل الذّنوب والفتن، ووضعهما في الجنة “بستان كثيف الشجر والخضار والماء”، وأمرهما ألا يأكلا من شجرة من دون تحديد نوع الشّجرة، فالتّركيز هنا كان على فكرة النّهي، وكيف ظهرت المعصية من البشر، بقوله تعالى: “.. ولا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ” الأعراف الآية 19، ولكن الشّيطان وسوس لآدم فصدّق آدم وسوسته حول فكرة الخلود وعصا آدم كلام ربّه وأكل هو وحواء من الشّجرة وعلى إثر هذه المعصية، أخرجهما الله من الجنة “البستان”، وأهبطهما الله إلى بقاع الأرض بعد أن تاب عليهما، وكلّنا نعرف كيف أن غاية إبليس كانت خبيثة في الإيقاع بآدم، وذلك لأن الله أمره بالسّجود لآدم فأبى واستكبر. ومن ذلك الحين نشأت العداوة بين الشّيطان والإنسان. يقول تعالى: “وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِين، وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِين، فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ، فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ” . البقرة 34-37

مساحة وعي (2) حوار مع د. مأمون علواني .. الخروج من المملكة الحيوانيّة

عندما سكن آدم وحواء الأرض بدأت رحلته في الحياة إلا أن سلوكه الأولي كان بدائياً أشبه بالحيوان غير العاقل، وبعد أن قرّر الله أن يجعل من آدم خليفة في الأرض أوحى له قوى عقلانيّة خاصّة به،  ليكون خليفته في الأرض من أجل الإعمار والإصلاح، يقول الله عز وجل: “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً” البقرة الآية 30 أيّ إن اللهُ حوَّل آدم من بشري يشبه بتصرفاته الحيوان حيث كان في المملكة الحيوانيّة إلى إنسان وسخّر له قوى ذاتيّة تتمثّل في العقل والمعلومات والذّاكرة والأفكار “أيّ أضاف عدد الـ”غيغات” ورفع من فاعليّتهم مثل التّطبيقات التي تبرمج بها الأجهزة الإلكترونية”، وكذلك قوى خارجيّة تتجلّى في كلّ ما يحيط به في الأرض والسّماء، كما حثّه على تأمّل آيات الله في كلّ ما يحيط به من مفردات الوجود وفي نفسه، ليصل بهذا التّأمّل والتّفكّر إلى صياغة معرفة عقليّة وقلبيّة تقوده إلى معرفة الخالق سبحانه الذي هو الحقّ، ولعلم الله المسبّق بطبيعة الإنسان البشريّة التي تجعله يتبع هواه فينسى ويضلّ ويظلم ويجهل لامتلاكه الإرادة في الطّاعة والمعصية، فقد أرسل له الرّسل، وأنزل له الكتب ليظلّ موصولاً بخالقه، متذكّراً لوظيفته التي أُنيطَتْ به فشَرُف بها.

بناء على ما تمّ تفسيره كيف يشرح لنا د. مأمون مفهوم (الإله)؟

بلا شكّ أنا أؤمن بوجود الإله، وهو عندي الله وحده لا شريك له نعبده عن يقين وثقة، وبحسب وجهة نظري وخبرتي ومعرفتي فأنا أفهم الإله على أنّه مصفوفة طاقيّة مطلقة وغير نهائيّة ولا شبيه لها.

والإله هو من وضع المبادئ الأولى لهذه الحياة وفق الأسس الكونيّة التي يريدها، فهو فنانٌ عظيمٌ مُدرِكٌ لسير الحياة وكيفيّة خلقها وبدايتها ونهايتها وهو العالم بالوقت المحدّد في انقطاع خطّ الحياة عن أجسامنا.

مساحة وعي (2) حوار مع د. مأمون علواني .. الخروج من المملكة الحيوانيّة

ريتينغ برودكشن

Amer Fouad Amer

صحفي مستقل / القسم الثقافي والدرامي النقدي مقدم ومعد برامج
زر الذهاب إلى الأعلى