مدرسة البارووك … الفنّ المنمّق والبهيّ
وُلِدت هذه المدرسة في روما في العام 1630 تقريباً، وذلك رداً على فنّ عصر النّهضة، وسرعان ما سيطرت بشكلٍ كامل على جميع الفنون الأخرى، وتعني كلمة “البارووك” غير المنتظم أو الملتوي أو المشع أو الغريب.
تحوي مدرسة “البارووك” داخلها اتجاهاتٍ كثيرة، ومتضاربة أحياناً، غزت هذه المدرسة جميع أنحاء أوروبا، وبسرعةٍ كبيرة، الفن فيها منمّقاً، مسرحيّاً، وبهيّاً، وقد وصل فنانو “البارووك” إلى لمس الرّوح البشريّة ليصبح هذا النّهج صلة الوصل ما بين الكنيسة والمتلقي، لما له من مباشرة، والهدف هو إقناع المشكّكين بالكنيسة عن طريق الاتصال الفنّي بالمنمنمات، وجمال الألوان، والإغراء البصري الذي يحرّك الأحاسيس، ومن ثمّ السيطرة على الذّوق الفردي والجمعي.
“البارووك” هو لغةُ المَعِدة، وكلّ النّاس لديها أمعاء، وفنّ مدرسة “البارووك” خاطب البطن والأمعاء في جسم الإنسان، فوصل للأحاسيس، وسيطر على روح البسطاء، والطبقات الوسطى خصوصاً.

فظيع وجميل هذا “البارووك”، ولا بدّ من التذكير بأن روما وأوروبا اليوم نصف عماراتها فنٌّ بارووكيّ.