هل محمد رمضان أصبح مطرب فعلاً؟

إذا انتشر اسم فلان ليكون مشهوراً، وكان له شريحة كبيرة من المراهقين تتابعه، فهل يجوز أن نسمّيه ظاهرة فنّيّة؟ أم ستذهب التّسمية لمكانٍ آخر مثل فقاعة أو مهزلة أو أيّ شيء آخر …؟!
وقبل أن نُخطأ وننساق وراء المصطلح الأخير – ظاهرة فنّيّة – هل فلان يحقق شروط هذه الظّاهرة بالتّحديد؟ أم أنه يحقق شروط تسمياتٍ أخرى قد تخطر أو لا تخطر على البال؟!

دخل محمد رمضان عالم الغناء في قفزة نوعيّة غريبة، وخلال فترة زمنيّة قصيرة، حيث وجده الجمهور على كلّ الشّاشات بأغانيه التي تشترك بعناصر مثل الكلمات التّافهة واللّحن الخفيف والكليب فاقع الألوان ومشاهد يتحرّك فيها “رمضان” بولدنة، وزعرنة، ودعوة للانحراف، … إلى آخره.
وبالتّطرّق للعنصر الموسيقي، يبدو أن هناك قصد واضح وراء انتقاء موسيقى صاخبة، ضاجّة، ذات نغمة متكرّرة، لتعلق في الذّهن من أوّل ما تلتقطها أذن الشّباب، على وجه الخصوص، لأنّهم أكثر جاهزيّة للتّلوّث قبل غيرهم، لا سيّما وأنّهم يملكون ذاكرة قابلة للتّلقي الفوري.

كلّ ذلك وأكثر سيجعل من “رمضان” وأمثاله رائجاً بشكلٍ غير متوقّع، وسنراه متابعاً بأعداد مرعبة على مواقع الـ”سوشيال ميديا” والإعلام الفنّي، لا سيّما وأن هناك تسويق سليم وذكي يوزّع المنتج ويقود كلّ ما يخصّه بطريقة قويّة جدّاً.
بالانتقال إلى كليبات محمد رمضان سنرى فيها عاملاً مشتركاً أيضاً، نريد الحديث عنه هنا بالتّحديد، ونقصد إظهار حالة الثّراء الفاحش، والملابس والمجوهرات الباهظة الثّمن، والرّخاء في كلّ ما يتعلّق بتفاصيله، وغير ذلك من التّفاصيل التي تلفت انتباه الجيل الجديد الحالم بتطوير نفسه وظروفه، ومنها الظّروف المادّيّة.

جنون آخر يمكن الإشارة له؛ وهو التّعرّي في الحفلات المباشرة، ما عدا التّعرّي والحركات الرّخوة والمقرفة في الفيديو كليب، والتي يصفها البعض بأنّها عفويّة لكنّها مع كلّ أسف لا علاقة لها بذلك، بل مدروسة لجذب الشّريحة الشّابة، وشريحة المراهقين، وتطعيم ذوقهم بحركات لا يمكن لشاب متوازن أن يقوم بها، وبالتّالي هي دعوة صريحة للانحراف، والتخلي عن صفات الرّجولة التي يتمتع بها العربي، والتي اتصف بها عبر التاريخ … يأتي “رمضان” اليوم ليقدّم نفسه تميمة شئم، وذبيحة خرساء، مقابل حفنة من المال، وشهرة زائفة، وبعض المصالح التي باع من أجلها المبادئ، ليبدأ بالتّدمير الممنهج، والهبوط بالذّائقة، وتشويه مزاج الجيل الشّاب، وسمعهم، وتلويث الرّؤية البصريّة، وغير ذلك من الأهداف المنحطّة من أجل خدمة جهات تريد تشويه هويّة عربيّة ما تزال ثابتة في وجه الرّياح العاصفة بنا.
يدخل محمد رمضان عاطفة جزء من جمهور العالم العربي، مما جعله معروفاً حتّى في الخارج، حيث وصلت أصداء حفلاته إلى الولايات المتّحدة، ولا شيء مدهش في ذلك، فهذا يُشجّع لديهم ويُصفق له كثيراً عندهم!

يُعدّ هذا الاسم – رمضان- اليوم شخصيّة غير مرغوب بها في مصر، وما تزال الحركة النّقديّة الفنّيّة تُشهّر به، وبكلّ الإسفاف الذي يقوم به، مما حدا بنقيب الفنانين الأستاذ هاني شاكر لإيقاف رمضان وجولاته؛ وجعل من الأخير يُقبل على حركة انتقاميّة لأنّهم يسعون إلى تقييد التّشويه والهبوط الفنّي الذي يروّج له … وبعد كلّ ما ذكرناه هل أنت مع متابعة ابنك أو ابنتك لما يقدّمه محمد رمضان من أغانٍ مصوّرة وحفلات استعراضيّة؟! هل ستبقى مكتوف الأيدي غير مدرك لما يقوم به هذا الشّخص من تسميم لذوق أجيالنا الجديدة؟!
وهل يجوز أن نُطلق على هذه الشّخصيّة “نمبر ون”؟! أو أيّ لقب لا يجوز أن يُقرن به؟!
اعتقد أن الإجابات باتت واضحة ولا بدّ من موقف واحد من الجميع لإنهاء هذه السّخافة والتّرويج لها في أقرب وقتٍ ممكن.