هل من الجيد أن تكون جيداً دائماً ؟

بالتّأكيد الشّخص اللّطيف والجيّد يقتضي أن يكون محبوب عند الجميع، لكن هل من الممكن أن يكون اللّطف الزّائد شيء مبالغ فيه، وأن يسبّب مشاكل لصاحبه؟!
متلازمة الفتاة الجيّدة أو الإنسان الجيّد، وقد سمّيت هكذا لأنّها تصيب الفتيات في أغلب الحالات، وهذا بسبب تعليم الفتاة من الصّغر وتلقيمها رسائل بأنّها يجب أن تكون فتاة صالحة، وأن تطيع الأوامر وأن تكون مثاليّة، وبالعادة يسعى الأطفال أن ينفّذوا أوامر الأكبر سنّاً منهم، ليكونوا عند حسن توقعهم، فتكبر معهم هذه المسؤوليّة والحرص على أن يكونوا مثاليين، بالإضافة إلى المجتمع والدّين وغيرها، التي تفرض على الإنسان قواعد تجعله أحياناً يشعر بالذّنب عند القيام بشيءٍ خاطئٍ، و هذا الشّعور يولّد لديه الدّافع للقيام بالمزيد، بالتّالي يشعر الشّخص أنّه مطالبٌ أن يكون جيّداً مع الجميع، وأنّه لا بدّ من تحقيق مطالب الجميع، على حساب سعادته ومتطلباته، وحتّى أنّه لا يستطيع قول كلمة (لا)، ولو كان الطّلب صعباً عليه، أو يجرح شعوره…

يعيش هذا الشّخص محبطاً للغاية، ويقع ضمن دائرة الضّغط والشّكوك، فهل فعلاً يُرضي الجميع؟ وهل هم راضين عن تصرفاته؟ كما يسأل نفسه: إذا قمت بهذا أو ذاك هل سيسعدون منّي أم سيغضبون؟! ويدفعه ذلك للتّهرب من ذاته الضّعيفة عبر وسائل عدّة مثل إدمان الحبّ أو الاكتئاب وغيرها…
في موقع “كورا” طرح أحدهم سؤالاً: “هل من الجيّد أن تكون جيّداً دائماً؟”.
أجاب أحدهم: “أن تكون جيّداً؛ هو أمرٌ مهمٌ، لكن ليس على حساب احترامك لذاتك، وليس على حساب عواطفك ومشاعرك”.
آخرٌ أجاب: “الآخرين يعتبرونك جيّداً فقط عندما ترضيهم، وتعمل وفقاً لتوقعاتهم. بهذه الطّريقة ستنتهي بإحباط نفسك”.
إذاً الحلّ أن أجعل نفسي أقوى، وأضع سعادتي ورغباتي في المرتبة الأولى، قبل ما يرغبه الآخرين مني، وذلك عن طريق عدّة خطواتٍ مثل:

– اسأل نفسك ما ترغب و ماذا تستحق
إذا كنت تظنّ أنّ راتبك في العمل قليل، ولا يتناسب مع جهدك، فطالب بزيادة أجرك ومن دون خجل أو شكّ. يجب أن تفكر بالمجهود الذي تبذله، وهل يتناسب مع المكافئة والتّقدير الذي تحصل عليه!
– فكر بنفسك
الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة كما ذكرنا، معتادون على اتباع القواعد والتّعليمات وطلبات الآخرين. لكن يجب أن تسال نفسك: هل أريد إنجاز هذا الشّيء أو أنّني أُنجزه فقط لأنّ أحداً ما طلب منّي ذلك؟! لذلك يجب التّعلّم بأن تكون صانع قرارك، وقد يبدو هذا صعب في البداية، ولكن عندما تفكّر بنفسك وبما تحبّ فعله سيصبح الأمر أسهل عليك.
– تعود أن تقول لا في أغلب الأوقات
قد تكون كلمة (لا) صعبة عند المصابين بهذه المتلازمة، مع أنّها تبدو كلمة بسيطة، وهي بالفعل كذلك، لذا يجب التدرّب على قولها مراراً وتكراراً.
في النهاية؛ يجب كلّ فرد أن يشعر بالقوة داخله، وأن يضع الأولويّات التي يجدها مناسبةً له، وأنه هو المسؤول عن إسعاد نفسه.
