مارادونا … أسعد رجل بالعالم

(إن رؤية الكرة والجري وراءها يجعلني أسعد رجل بالعالم) …
قائل هذه العبارة من أعظم أساطير المستديرة عبر التاريخ (دييغو مارادونا)، وُلدَ مارادونا لعائلة فقيرة في “بوينس أيرس” – الأرجنتين، لم يحصل على طفولة مثل جميع الأطفال، كانت أحوال والديه تعيسةً جدّاً، كان له شغفٌ كبيرٌ في الكرة؛ لَعِبَ في نادي الحيّ الذي يعيش فيه إلى وقتٍ غيّر حياته رقم.

كان رقم البدء بالحياة عند مارادونا بأوّل مباراةٍ له، وهو الرّقم 16، حيث ارتدى كنزة الفريق وعليها هذا الرّقم، تدرّب كثيراً حتّى أصبحت النّوادي هي التي تقاتل من أجل انضمامه إليها، وعرف بأنّه الوحيد في تاريخ كرة القدم الذي حطّم الرّقم القياس العالمي؛ لرسوم الانتقال مرّتين، فمرّةً للأرجنتين ومرّةً لنابولي.
مارادونا عُرف بلقب (الطّفل الذّهبي)، وبقي معه حتّى توفي، انضمّ إلى أهمّ النّوادي، ومنها “برشلونة”، وهو اللّاعب الوحيد الذي حصل على تصفيق من خصمٍ له، عندما أدخل هدفه بحركةٍ رائعة.

أبدع مارادونا وحوّل حياته من بيتٍ فقيرٍ وعائلةٍ تنام جوعاً وبرداً إلى بيوت كثيرة وأموال طائلة لكلّ أفراد العائلة، ولكن الأهمّ أنّه حوّل نفسه من لاعبٍ في الحيّ بكرة قديمةٍ إلى أهمّ لاعبٍ في التّاريخ الرّياضي كلّه، وقبل أن يكون كذلك كان إنسان يساعد الفقراء والأطفال خصوصاً.
ذكرنا مارادونا اليوم ففي الخامس والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر تكتمل سنتان على رحيله من عالمنا، وها هي ضجّة مونديال قطر 2022 تتعالى معه.
كان حلم مارادونا … أسعد رجل بالعالم، أن يصبح مشهوراً وهدّافاً كبيراً، وأن يترك أثراً، واليوم بذكراه الثّانية نقول بأنّه الطّفل الذّهبي الذي سيبقى دائماً وأبداً.
