أحدث المقالاتأهم المقالاتإقرأ

ماذا لو استخدم الرّجال الفوط الصّحيّة؟!

مرح الحصني

تظنُ بعض النّساء أنّ المجتمع يخجل من جميع الأشياء التي تخصّ المرأة، ويُبالغ في الحفاظ على خصوصيّاتها، لأنّها الوجه الآخر للعفّة، والشّرف، وأنّ هذه الخصوصيّات تبقى ضمن “تابوهات” المجتمع، طالما أنّ الرّجل لا يستخدم هذه الأشياء.

 لكن في الوقت الذي تصبح فيه هذه الأشياء ممكنة الاستخدام لكلا الطّرفيين؛ ستفقدُ خصوصيّتها، وبمعنىً آخر، تظنّ بعض النّساء أنّ المجتمع يبالغ في الخجل من الفوط النّسائيّة، لأنّ استخدامها مقتصرٌ عليهن فقط، ولو أنّ الرّجال بدؤوا استخدامها لغرضٍ ما، سينتهي الخجل من ذكرها، وتداول اسمها، وحتى المبالغة في سترِ العبوةِ الخاصّة بها.

ماذا لو استخدم الرّجال الفوط الصّحيّة

 لو نظرنا للموضوع من ناحيةٍ أخرى، فالرّجال لديهم أشياء خاصّة أيضاً، ونستطيع القول أنّها شديدة الخصوصيّة، وفي الوقت نفسه، يبالغون في الحفاظ على خصوصيّتها، فعلى سبيل المثال: لا نرى رجلاً يمشي في الطّريق متفاخراً بالواقيات الذّكريّة، التي قد يقتنيها من الصّيدليّة، على اعتبار أنّ الواقيات الذّكريّة على نفس درجة الخصوصيّة التي ترتبط بالفوط النّسائيّة، وبهذا يمكننا الاستنتاج بأنّه لو تمّ استخدام الفوط الصّحيّة من قبل الرّجال لن يفقدها هذا الاستخدام خصوصيّتها، ولن يتهاون البائع في المبالغة في ستر العبوة، ولن نرى الرّجال يحملون العبوات في الطّريق متفاخرين بها، ولن يتقاذفوا الشّتائم بذكر أسماء ماركات الفوط الخاصّة بهم.

يمكن هنا ترجيع السّبب في كلّ ذلك إلى خصوصيّة أعضاء جسد الإنسان، بغضّ النّظر عن الجنس، سواء أكان رجلاً أم أنثى.

وفي محاولةٍ للوقوف في وجه الحرب العشوائيّة على التقاليد؛ يمكننا القول أنّ المجتمع ليس على خطأ دائم، وليس كلّ حرص، أو تحريص هو سجنٌ أو أسرٌ لحريّة التّصرّف والتّعبير، وأيّ حريّة هذه أو فائدة سنجنيها إذا رفعنا الخصوصيّة عن أشياء النّساء، كالفوط أو غيرها من الأشياء التي تتعامل معها الأنثى بحذر وخجل؟!

لذلك يجب علينا أوّلاً عدم الخجل من أيّ جزء من أجزاء الجسد، ثمّ السّعي للتّخلّص من الفروقات بين الجنسين.

ماذا لو استخدم الرّجال الفوط الصّحيّة

ريتينغ برودكشن

Amer Fouad Amer

صحفي مستقل / القسم الثقافي والدرامي النقدي مقدم ومعد برامج
زر الذهاب إلى الأعلى