لتعيشَ أفضل إليك منتجٌ يُباعُ في الصّيدليّات وبالمجان!

أتملأ البثور وجهك، ويتنافس من هم حولك على إيجاد حلول لها؟! هل لأنفكَ عظمة بارزة، ويحتلّ الحجم الأكبر من وجهك، وينصحك الجميع بإجراء تجميلٍ له؟! أم أسنانك صفراء مبعثرة، ولا مقدرة لديك لصنع ابتسامات الثّلج المزيفة؟! لديكِ شعرٌ على وجهك يزعجك، وتعانين من تنكس جميع الحلول لإزالته؟! وأنت تخجلُ من فراغات لحيتك، وتتعرّض لتنمر أقرانك بسبب ذلك؟! كلُّ تلك المشاكل وأكثر لها حلٌ وحيد، ويباعُ في الصّيدليّات، وبأسعار زهيدة، حتّى أن هناك من يوزعها بالمجّان، (الكمّامة)، أجل، وبكلّ بساطة.
قناعٌ لظهورٍ أفضل!
لا بدّ أنّ شبح “كورونا” الذي أرخى ظلاله على العالم كان له نتائج كارثيّة، لكنّه فرض على المجتمعات حياةً أكثر نظافةً وأقلّ فوضى، وإحدى النّواحي التي لم يكترث لها أحد هو كم ساعدت الكمامة أشخاصاً في العيش أفضل، فعلى الرغم من كره البعض لضرورة الالتزام بالقناع الواقي، أو الكمّامة، ومقتهم لها، ولأنّها فرضت نفسها على يوميّاتنا، من دون إنذارٍ لكنّ تغطية الوجه سمحت للعديد ممن لديهم مشاكل مرتبطة بأشكالهم بالظهور الاجتماعي، فتمكنوا من التّحدّث مع محيطهم، ومشاركة أفكارهم، من دون خوف من الآخر، فهنا جميعنا متساوون كأبطال النينجا، ونخفي وجوهنا.

حياةٌ أكثر بساطةً
صديقتي التّي تضع تقويم أسنانٍ، كانت تضطر في كلِّ مرةٍ لوضع يدها على فمها بخجلٍ لا إرادي عند الضّحك، لكنّها الآن تترك نفسها للضّحك حرّة طليقة، حتّى أن نبرة ضحكتها صارت أعلى وأكثر حريّة، وصديقي الذي كان يواجهُ بصعوبةٍ حجم شفاهه الكبير نسبياً مقارنة بأقرانه، وتعرّض للسخرية والتّنمّر، رأيته بعد عدّة أشهر من الاعتياد على الكمّامة، يرسم شفاهاً ممتلئة على كمامته الخاصّة، وبدى تعاملهُ مع الأمر بغايةِ البساطةِ والطّرافة، قسّْ على ذلك كثير ممن خرجوا من كبالِ النّفس، ونظراتِ النّاس، فالتّمرّد في بعض الحالات حقٌّ ومَطلب.
النّصف الممتلئ من الكأس
إخفاء الوجه لعيبٍ فيه مهما كان طفيفاُ؛ ساعد هذه الفئة المتضرّرة بفعل معايير المجتمع والعصر، وعلى رأسها الانترنت، باكتساب ثقةٍ أكبر، ومنهم من توصّل لمرحلةٍ من التّفاهم مع الذّات، لأنّه لم يعد يحصر فكره بإخفاء ما يزعجه، فاكتشف في ذاته أفكاراً، ومنحَ لعقله مساحةُ من الرّاحة وفّرت له سبل الإبداع والتّميّز، وبذلك ساعد من حوله على التّعرّف على نواحٍ من شخصيّته، ربّما كانت إيجابيّةً لدرجةٍ أنست المحيط التّدقيق في عيب وجهه، ذلك إنّ صحّت كلمة عيب لاستخدامها مجازاً، والقصد هنا أن لا نجهد أنفسنا بالعمل على تلميع المظهر الخارجي، فمهما أنفقنا لتجميل وجوهنا من يرى فينا فقط عيوب البشرة، والمظهر، سيظلُّ يراها، و مهما اختبئنا خلف الكمّامة، يبقى المرءُ مخبوء تحتَ لسانه.
