كن حذراً! فجماعات الـ”روبوت” قد وصلت!
سماح الحمادي

يتساءل البعض منكم الآن عن طبيعة ما أقصده بالـ”روبوت”، خاصّةً وأن كثير من الدّول تتجاهل أهمّيّة ما وصل إليه حقل الإلكترونيّات المتطوّر، حيث أن العقول هنالك لم تُكبح جهودها أبداً في مجال التطوير والاكتشافات المذهلة.
لم يقف أولئك عند صناعة الأجهزة الخليويّة والحواسيب، التي حولت العالم كلّه لتقنيّة سريعة سهلة التّواصل والاتصال، بل أكملوا طريقهم وحوّلوا مدنهم، لمؤسّساتٍ رقميّة، كلّ ما فيها مبني على أساس التّعامل اللا سلكي سواء في المؤسّسات العامّة أو الخاصّة على حدٍّ سواء.
تُظهر اليوم هذه الدّول سيطرتها التّامّة على عالم الحداثة، وتُصدّر للعلن مكوّنات “روبوتيّة” قائمة على قواعد ميكانيكيّة، وربطها بسلّسلة برمجيّة، للاستفادة منها في مهامّ بشريّة، وحيويّة، واستراتيجيّة…إلخ.
نعم أيّها السّادة، اليوم مجتمع الـ”روبوت” قد يلغيكم! وبكلّ بساطة ليسهّل على القوى المتصارعة سياسة توازنها، فقد بات لديهم النّادل الإلكتروني، وهنالك المراقب الفنّي، وهنالك الممرّض، وعامل التّنظيفات، وفارز القمامة، وهنالك المرحّب بك في أماكن التّجمّعات، وذلك لجعل هذه الصناعات المتطوّرة أكثر انخراطاً وقرباً من مجتمعاتهم.
اعتمدت هذه الدّول استراتيجيّة البناء الـ”روبوتي”، من تربية أطفالهم، تربية حديثة، قائمة على زراعة فنون التّعرّف على متطوّرات ما قد وصلوا إليه، مؤمنين كلّ الإيمان أن الأطفال قادرون على استيعاب مثل هكذا طاقات، قد تحوّل عالمهم لمكانٍ بين السّحب، لا يطاله غيرهم، حيث الآخرين، أمثالنا، ينظرون إليهم من الأسفل بانبهار.

ترعى مدارسهم، مبكراً، حصص علوم البرمجة والميكانيكا وغيرها من العلوم الغريبة عنا، وبطريقةٍ يتقبّلها الأطفال كأنها أحجار ألعاب “الدومينو”، أو أجزاء ألعاب “الليغو”، من خلالها يتعلّم أطفالهم تدريجيّاً طريقة جمع وتكوين “روبوتات” مع مرور الوقت.
كيف لا؟ وفي أولمبياد “طوكيو” الأخير للألعاب الرّياضيّة، أبهرت اليابان العالم بحفلها على الرّغم من خلوّه من الجماهير، بسبب قوانين العزل الصّحي طبعاً، حيث قدّموا نموذجاً يحتذى به، استخدموا طائرات “درون” مرتبطة بنظام برمجي بحت أشبه بـ”روبوت طائر”، حيث تجمّعت في سماء المكان لتقدّم تشكيلاتٍ وعروض مذهلة عن كلّ لعبة أولمبيّة في تلك الدّورة!
يجب أن نعي اليوم أن العالم في مكانٍ ما أكثر تطوّراً من خيالنا، وقد بدأ البحث عن طاقاتٍ بديلةٍ عنّا نحن البشر، في الوقت الذي ما زلنا خلاله نبحث عن تفاصيل نخجل من ذكرها هنا.
فعلاً هو أمرٌ يدعو للقلق! فقد نصحو يوماً لنجد فصيلاً من الـ”روبوتات” تسيطر على حياتنا بالكامل، فهل نحن مستعدون لمواجهة مثل ذلك اليوم يا ترى؟!
يتبع…
