الحب والتقدير لمخرج افتح يا سمسم فيصل الياسري

من منّا نحن أبناء أجيال سبعينات وثمانينات وبداية تسعينات القرن الماضي لم يتابع “افتح يا سمسم”؟!
من منّا لم يتأثر بشخصيّات: ملسون، نعمان، الضّفدع كامل، كعكي، كركور، وأنيس وبدر وغيرها من شخصيّات هذا البرنامج الشّهير عربيّاً؟!
منذ أيّام قليلة رحل مخرج برنامج “افتح يا سمسم”، ولم تذكره وسائل الإعلام والتّواصل الاجتماعي، ومواقع الأخبار إلا ما ندر! فيال العجب من هذا الإخلاص، ومن هذه الذّاكرة العربيّة السّريعة النّسيان!

فيصل الياسري تحيّة لك منّا جميعاً، لن ننسى الابتسامة التي صنعتها لنا ونحن أطفال في فقرات برنامجك الشّهير “افتح يا سمسم”، الذي أخرجت منه النّسخة الأولى، فكانت اللبنة التي سار عليها صنّاعه من بعدك، وكذلك الابتسامة ونحن كبار أيضاً في الكوميديا، وأولى تجاربها على صعيد الوطن العربي، ونقصد “حمام الهنا” هذه التّجربة التي صدّرت أبطال الكوميديا السّوريين مثل: “غوار”، “حسني البورظان”، “أبو صياح”، وغيرهم …

لا تستطيع الميديا العربيّة اليوم أن تقدّم شخصيّة مثل فيصل الياسري بأفكارها وأثرها! ومن الغريب أن نُجري مقارنةً بين مقدرة وسائل الإعلام العصريّة المتعدّدة الأدوات والوسائل، وبين الميديا سابقاً، وعلى الرّغم من تفوّقها اليوم إلا أن شخصيّات المرحلة السّابقة هي التي تترك أثرها بقوّة كبيرة في حياتنا، بدليل أنّ البرامج والتّجارب القديمة كانت تصل لكلّ شخص، ونجد أثرها في كلّ البيوت العربيّة، كما أن وسائل الإعلام الحاليّة لم تستطع تقديم برامج ومسلسلات جمعت العرب من المحيط إلى الخليج كما كانت في الماضي!

لذلك نقول شكراً للعطاء الذي قدّمه “الياسري”، لأجيال بنيتَ فيها المعلومة الجميلة والرّاقية، وغرستَ في القلوب المحبّة، وفي الوجدان روح العروبة، وساهمتَ في نشر اللّغة العربيّة، وجعلتَ الصّغار يعشقونها والكبار يقدّرونها …
فيصل الياسري لكَ منّا كلّ الحبّ، وكلّ الاحترام، وعذراً منكَ إن غيّبتك وسائل الإعلام ولم تعرف اسمك، لكنّك في الوجدان باقٍ، ونتمنّى أن يأتي من هم في وعيك، وفي مقدرتك، فقد صنعت الكاركتر وقدّمته بطريقة أحبّته النّاس، وأبدعت كصلة وصلٍ بين أبناء الأجيال المتعاقبة، ومثلك لا يُهمل بل يُكرّم على الدّوام.

رحمك الله وأسكنك فسيح جنانه، ومن يقدّم مثلك كلّ هذا العطاء لن يموت بل يبقى صرحاً عظيماً، وتاريخاً مؤثّراً لا مثيل له.