
وبعدِك بقلبنا وردة الوردات … فيروز عاماً بعد عام وأنتِ جارة القمر …
تُضيء السّيّدة فيروز شمعة ميلادها ال 87 في الواحد والعشرين من نوفمبر الجاري، وما زال صوتها العذب يلمس وتراً خاصّاً في قلوب عشّاقها، ويدفعهم من دون أيّ سببٍ واضحٍ لحبّ الحياة، على الرّغم من الأوجاع التي لا تنتهي …
فيروز صديقة كلّ الأوقات، صوتها لحن خاصّ يتناسب مع أيّ مناسبة أو وقت أو حتّى تفكيرٍ داخلي.

كانت وبقيت من أمهر مطربات الوطن العربي، اللاتي استطعن ضبط مخارج الألفاظ بإتقانٍ، وكان هذا بفضل الأخوين محمد وأحمد فليفل، اللذان علّماها أصول الإنشاد، والتّجويد القرآنى، أيّام كانت على مقاعد الدّراسة.
بدأت رحلتها الكنسيّة وصلواتها بعد إتقانها التّجويد في خمسينيات القرن الماضي، حيث رنّمت بمناسبة عيد الميلاد “تلج تلج”، و”المجد لله في الأعالي”، ومن ثمّ كان أوّل ظهور لها في عيد القيامة بكنيسة مار إلياس في أنطلياس. ولم تقتصر صلواتها فقط على أعياد القيامة، ولكن رافقتها في العديد من مسرحيّاتها.

حرصت سيّدة الغناء على ابتعادها عن السّياسة أو الطّائفيّة، كانت ألحانها وأغانيها شاملة لجميع الفئات، ومحايدة بشدّة، وغنّت للأم والوطن والأب والولد، ولم تقتصر أو تنحاز لجهةٍ معيّنةٍ على حساب جهةٍ أخرى، مما زاد من محبّتها وثباتها في قلوب جمهورها إلى اليوم، وتجاوزت عدد أغانيها الـ 1500 أغنية، و80 ألبوماً إلى اليوم …
يا تُرى ما الذي جعل فيروز تتربّع على قمّة هذا العرش الفنّيّ والإنساني؟!

نعتقد أن تاريخ جارة القمر، وحاضرها، والأهم من ذلك صوتها العذب، كفيلاً بالإجابة …
كلّ عام وأسطورة الغناء العربي قمّة في العطاء …