أحدث المقالاتمواهب واعدة

فوبيا الزّواج .. مسؤوليّة من ؟؟

هبة الله الغلاييني

فوبيا الزّواج .. مسؤوليّة من ؟؟

فوبيا الزّواج .. مسؤوليّة من ؟؟

تشير الدّراسات الحديثة إلى أن الرّهاب والخوف من الزّواج ،والإقدام عليه، منتشر بين الشّباب من كلا الجنسين،
وهذه الـ”فوبيا” يمكن اعتبارها حالة مرضيّة إذا ما منعت الشّخص من تكملة حياته مع شريكٍ يحبّه.
هي حالة نفسيّة، ينتج عنها خوف شديد، وقلق، من اتخاذ قرار مصيري، قد يشكّل نقطة تحوّل في حياة الإنسان،
ويكون ذلك خارجاً عن سيطرة الشّخص، وغير مستند إلى أسباب منطقيّة، وفيه يتجنّب الشّخص العلاقات الاجتماعيّة نتيجةً لعدم تقديره لذاته،
حيث يخشى النّقد، وهذا في حدّ ذاته يُعدُّ خللاً ووسواساً نفسيّاً لا بدّ من علاجه.

يقول الشّاب إيّاد، البالغ من العمر 41 عاماً، ويعمل محامياً: “أصبت بفوبيا الزّواج بعد تعرّضي لعلاقة فاشلة مع فتاةٍ اكتشفت بعد حبّي العميق لها،
ورغبتي في بناء حياة زوجيّة معها، أنّها على علاقة مع رجلٍ غيري كبير السّن، ينفق عليها، ممّا جعلني أُصاب بخيبةٍ شديدةٍ،
وخوفٍ من النّساء عامّةً، وعدم الوثوق بهنّ، فكيف لي أن أعيد هذه الثّقة بعد تجربتي تلك؟!”.

كما لا تخفي الآنسة رهام، البالغة من العمر 30 عاماً، سبب عزوفها عن الزّواج، ورفض كلّ من يتقدّم لخطبتها، حيث تصرّح بأنّها تعرّضت لحادثة تحرّشٍ جنسيٍّ،
في أوّل فترة مراهقتها، وظلّت سنوات تحتفظ بهذا السّرّ، وتخاف البوح به لأحد، وبقيت ترفض من يتقدّمون للزّواج بها، متعلّلة بأسباب كثيرة،
وهي في الواقع أصبحت تكره الرّجال، وتتحاشاهم، وتظنّ أنّ أيّ رجل يتقرّب منها، يريد اغتصابها.
كما أصبحت منعزلة عن الوسط الاجتماعي تدريجيّاً، ما عدا والدتها التي أصرّت على معرفة سبب كرهها للزّواج، وكلّ ما يتعلق به، وتحاول الآن معالجتها عند طبيب نفسي”.

أمّا سعيد

ويبلغ من العمر 38 عاماً، يرفض الزّواج طالما والدته على قيد الحياة، فهو يكرس كلّ شبابه وماله لخدمتها،
بعد أن عاهد نفسه ألا يدع أيّة فتاة تحلّ محل والدته بالمحبّة والعطاء، فهو برأيه لن يعثر على امرأة مثل والدته بعطفها، وصبرها، ومحبّتها له!

فوبيا الزّواج .. مسؤوليّة من ؟؟

بكلّ صدق وشفافيّة يجيب هشام، ذو الرّابعة والثّلاثين من عمره “أنا لا أفكر بالزّواج أبداً، واعتبر كلّ من يتزوّج في هذه الأيّام مجنوناً!
كيف لي أن ابني أسرة، وأتحمّل مسؤوليّتها، ويصبح عندي أطفال، ودخلي الشّهري لا يتجاوز ما يعادل 25 دولاراً؟!
ولا أملك منزلاً مستقلاً، أنا الآن عصفور طيّار، خالي من الهموم والمسؤوليّات، اذهب متى أشاء،
وأسهر مع أصدقائي حتى الصّباح الباكر، من دون نقاش ونكد، الزّواج وتربية أطفال، وإدارة بيت خارج إمكانيّاتي،
ولا يهمّني إلحاح والديّ على تزويجي، أتمنّى أن يتركوني وشأني!”.

مع تعدّد الأسباب التي تجعل من العزوبيّة أفضليّة، ووجود الكثير من الشّبان والشّابات الذين يعانون من “فوبيا” الزّواج، حاولنا الخوض في جمع المسببات لكلّ ذلك، وكانت هذه الحصيلة:

  1. التّعلّق بالأهل لا يجعل الشّخص يفكّر في كيفيّة الاستقلاليّة بعيداً عنهم. ومدى اشتياقه إليهم، بسبب الانتقال لحياة جديدة.
  2. الخوف من تحمّل مسؤوليّة الزّواج، وتربية الأطفال وإدارة البيت، وغيرها من المسؤوليّات.
  3. المرور بتجربة فاشلة للشّخص نفسه، أو لأحد من عائلته أو أصدقائه ، وعدم الشّعور بالأمان، والخوف من عدم الاستقرار والاستمرار في الزّواج.
  4. التّعرّض للتّحرّش إذا وقعَ في مرحلة الطّفولة، أو في أيّة مرحلة قبل الزّواج، فيتولّد لدى الشّخص كره اتجاه الطّرف الآخر، وهذا يحدث للجنسين على حدٍّ سواء.
  5. المجتمع الذّكوري الذي يدفع الفتيات المتعلّمات إلى التّمسّك بالعمل لتحقيق الذّات، ولذلك ترفضن الزّواج الذي يهدّد مستقبلها.
  6. الجهل في التّعامل مع الجنس الآخر، وعدم التّهيئة النّفسيّة والاستعداد لهذه المرحلة.
  7. التّردّد، حيث يعاني الشّخص المتردّد عدم القدرة على حسم موضوع الزّواج، وإكمال علاقته مع من يحبّه حتى نهايتها.
  8. البطالة، وعدم القدرة الماليّة، وصعوبة الحصول على مصدر رزقٍ ثابت، يجعل أكثر الرّجال لديهم “فوبيا” من الزّواج.
  9. انفصال الوالدين، واختبار تجربة الخلافات بينهما في الصّغر يجعلان هذه التّجربة عالقة في العقل الباطن، وتظهر على شكل رفض للزّواج ككلّ في الكبر.
  10. الخوف من العلاقة الجنسيّة، فبعض الفتيات يخفن خوفاً شديداً يصل إلى درجة الـ”فوبيا” من الاتصال الجنسي مع الرّجل، وما يترتب عليه من آلام الحمل والولادة.

ما هي أعراض المُصاب برهاب الزّواج؟!

  1. الاكتئاب والاضطراب النّفسي، والشّعور بالذّنب، والتّشاؤم، وهذه حالة من الاكتئاب تصيب الأشخاص عندما يتمّ تحديد موعد الزّفاف، ويكون له تأثير سلبي في السّلوك والمشاعر، وقد يشعر المصابون بالاكتئاب، والحزن، والأرق، وقلّة النّوم، وانعدام التّوازن النّفسي.
  2. يتراجع بعض الرّجال عن الزّواج بعد أن يكون اتخذ قراره بالفعل، وذلك خوفاً من أن يقابل فتاة أحلامه، بعد الزّواج فيندم على عدم ارتباطه بها، لذلك يستمر في تأجيل الزّواج.
  3. التّوتّر والقلق يزداد عند اقتراب موعد الارتباط بشريك الحياة، وهذا يجعل الشّخص يفكر أن هناك شيئاً ما يهدّد العلاقة العاطفيّة، أو الانفصال في الطّلاق، وفي بعض الحالات تصاحبه تغيّرات فيزيولوجيّة للإنسان ، حيث يكون الشّخص أقلّ تفاعلاً، وشعبيّة مع الآخرين لعدم إحساسه بالأمان.
  4. تقلّب المزاج، وتشتّت الآراء والمشاعر، وخصوصاً أثناء التّعامل مع شريك الحياة، ومع الاشتغال بالتّفكير في المجهول.
  5. تزداد “فوبيا” الزّواج، وتظهر على شكل أعراض عضويّة عندما يقترب موعد الزّواج مثل: ازدياد ضربات القلب، وضيق في التّنفس، الرّجفة، تقلّصات في البطن، وقد يحدث عند البعض غثيان، ورغبة البكاء، وهي أعراض لا علاقة  لها بمرض عضوي معيّن.
فوبيا الزّواج .. مسؤوليّة من ؟؟

ريتينغ برودكشن

Amer Fouad Amer

صحفي مستقل / القسم الثقافي والدرامي النقدي مقدم ومعد برامج
8 تعليق
الأحدث
الأقدم الأكثر تصويت
Inline Feedbacks
عرض كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى