معلومات لم يسبق لك معرفتها عن فريد الأطرش!

ملك العود واللحن الشّرقي
لُقّبَ فريد الأطرش بملك العود، ولكن هل استحقاقه لمثل هذا اللقب جاء فقط لاجتهاده في العزف؟!
لا بدّ من التّذكير بأنّ فريد الأطرش هو من منح آلة العود العربي الوتر السّادس، وبات اسمه عود فريد الأطرش، لكن اللقب بالتّحديد جاء من مسابقة للعزف على العود أقيمت في تركيا في العام 1962 بين متسابقين من كلّ البلاد العربية وتركيا، ونال فريد حينها المركز الأوّل.
الجانب المذهل في شخصيّة هذا الموسيقي، هو محافظته على روح الموسيقى الشّرقيّة العربيّة من دون التأثّر بأيّ نمطٍ آخر غيرها، وبمعنى آخر هو الموسيقي الوحيد الذي لم يستعير جمل لحنيّة من مكان آخر، ولم يقلّد أيّ لحن آخر، ولم يسرق أيّ مقطوعة، ولا نستغرب أبداً أن موسيقى فريد الأطرش هي فقط من وصلت للعالميّة.

فريد خالداً بموسيقاه في العالم
نال “وسام الخلود” الذي يُعنى بالموسيقى في فرنسا وقد منح قبله لكلّ من “بتهوفن”، و”موتسارت”، و”شوبرت” ليأتي فريد الأطرش في المرتبة الرّابعة، وذلك في العام 1975.
لم يقف تقدير وتكريم موسيقى فريد الأطرش وإنجازاته هنا فقط، حيث التفت الغرب لموسيقاه الفريدة حقاً، وها هو التّصنيف الموسيقي الألماني لأفضل مائة شخصيّة موسيقيّة في العالم يضع فريد الأطرش في المرتبة السّادسة والعشرين من بين المائة تلك في متحف ألمانيا للموسيقى في مدينة “لايبزيغ”.
حضوره الخاصّ
استطاع الرّاحل فريد الأطرش أن يؤسّس لنفسه مدّرسة خاصّة في الغناء، والتّأليف الموسيقي، في مرحلةٍ كانت فيها مصر ساحة المنافسة الأقوى التي تنشط بأهمّ مُبدعي الفنّ في ذلك الوقت، وبكلّ احترامٍ وتقدير انتزع حضوره وتميّزه بين جميع المتنافسين ليكون فريد عصره بحقّ، ولأهليّته وكفاءته انتُخِبَ رئيساً لجمعيّة المُلحنين والمُؤلّفين في مصر مدّة اثنا عشرة سنة، وهذه سابقة لم تحدث في مصر من قبل، وقد كان هذا الموقع تشغله سيّدة الغناء العربي أمّ كلثوم ليحلّ في نفس هذا المكان الموسيقار فريد الأطرش القادم من سورية.

الوفاء بينه وبين مصر
بقيت مصر وفيّة لفريد، سليل عائلة الأمراء من آل الأطرش في السّويداء، فمنذ سماح الزّعيم سعد زغلول بدخوله أراضيها مع عائلته المؤلّفة من والدته علياء المنذر، وشقيقه الأكبر فؤاد، وشقيقته الصّغرى أسمهان، بعد فرارهم من تنكيل الفرنسيين بذويه في الجنوب السّوري، وإلى مرحلة الكفاح، والاجتهاد، وتعلّم الموسيقى، وما بعدها من مراحل التّميّز في الغناء، والتّلحين، والتّمثيل، بقيت مصر الرّاعي الأوّل لهذا الفنان، ففي كلّ عام هناك حفلة لإحياء ذكرى رحيله – 26 كانون الاوّل – في دار الأوبرا المصريّة، بالإضافة إلى القاعة المسمّاة باسمه في هذه الدار، وتمثاله المقابل لتمثال محمد عبد الوهاب في مدخلها، وغيرها من التّماثيل التي دُشّنت في عدّة مناسبات تكريماً لهذه الشّخصيّة واعترافاً بأصالة ما أنتجت من موسيقى شرقيّة صرفة.

موسيقار الأزمان
لقّب فريد الأطرش بموسيقار الأزمان، ومن يتتبع إنجازاته يجده فريداً أيضاً في السّينما، فهو أوّل من طرح الأوبريت الغنائي عبر الفيلم، ويشير البعض إلى أن طرح فكرة الوحدة العربيّة عبر السّينما جاء من خلال أفلام فريد الأطرش، ومن بين الملاحظات التي يمكن أن نتحدّث عنها أيضاً هو التّعاون الفنّي بينه وبين موسيقيين من الغرب مثل الموسيقار الفرنسي “فرانك بورسيل” الذي وزّع له أغنيات: “حبيب العمر”، “موسيقى ليلى”، “نجوم الليل”، و”يا زهرة في خيالي”، وكذلك الموسيقار اليوناني “أندريا رايدر” الذي وزّع له أغنية “إيّاك يا حبّي”.
