أحدث الأخبار الفنيةأحدث المقالاتأهم المقالاتإقرأاخبار فنية عامةبقلم رئيس التحريرسلايد اخبار فنيةفـــن

فرقة سفر … كسر المعتاد

رئيس التحرير: عامر فؤاد عامر

قد تكون رحلة الغناء شاقّة على صاحبها في بلادنا العربيّة، لأسباب عديدة لن يسعنا التّطرق إليها هنا، ولكن كم هي شاقّة أكثر عندما ترتبط هذه الرّحلة بفرقة وليس بمطرب أو مطربة؟!

لم تستمر تجربة الفرق الغنائيّة في عالمنا العربي طويلاً، على الرّغم من أن بعضها ترك بصمة قبل الرّحيل النّهائي، أو أنتج صوتاً بقينا نستذكره مدّة من الزّمن مثلاً، إلا أن فرقة “سفر” التي نودّ الحديث عنها اليوم، مختلفة في طريقة تكوينها وعملها، حيث جرت العادة أن تتكون الفرق من مجموعة هواة يجربون حظّهم أمام الجمهور، وقد لا يكون هناك بناء مسبّق لنموذج الأغنية قبل انطلاقهم كفرقة، ونعني أن النموذج يبنونه مع مرور الوقت، إلا أن فرقة “سفر” عكس كلّ هذه المقاييس، فهي تعتمد في حضورها على مجموعة شباب عشقوا الغناء والموسيقى، من بينهم ممثل نجم، شادي الصّفدي، أحبّه الجمهور في حضوره عبر عدّة مسلسلات دراميّة، ومن الواضح أنّهم يبذلون جهود كبيرة دعماً وإيماناً منهم لمشروع فرقتهم، فموسيقاهم وكلمات أغانيهم تلامس النّاس والواقع المُعاش.

ماذا قدّمت “سفر”؟

لنعدّ للجانب الأهمّ في الفرقة وهو المنتج الغنائي، حيث قدّمت “سفر” لليوم مجموعة أغاني “سنغل” منفردة، وألبومين اثنين، تردّد النّاس أغنياتها، ونجد أثرها في مواقع التّواصل الاجتماعي، وتعلّق الشّباب في عددٍ من أغانيها، وسلسلة من الحفلات النّاجحة خلال العام 2021، ولكن ما هو السّبب؟!

فرقة سفر وكسر المعتاد
فرقة سفر

التّعامل مع المحظور

من الواضح أن نموذج الأغنية المعتمد من قبل القائمين على الفرقة يقوم على نوعين، الأوّل: نوع تجديد أغنية التّراث، والآخر: الأغنية الخاصّة، أمّا بالنّسبة للنوع الأوّل، وهو مهمّة صعبة برأينا وقد نجحت به “سفر”، حيث حافظت على الأغنية كما عرفها الجمهور في الماضي، في حين عملت على طرحها بأسلوب حديث، فتظهر أغنية التّراث وكأنّها من بنات أفكارهم، وهذا ما نراه في أغنيات: “يا بورديّن”، و”يا موشحة”، وشيء من تراث الأغنية الجنوبيّة المأخوذ من مدينة السّويداء المعروف بـ”الجوفية”، وهذا الجانب برأينا يعتمد على شجاعة في كسر المحظور عبر انتقاء أغانٍ من التّراث من دون أن نشوّه الذّوق العام، والمحافظة عليه، وتعريف الأجيال الجديدة على أغنية سوريّة قديمة مهمّة في بنيتها اللّحنيّة والكلمة، وطرحها بلغة عصريّة جميلة.

خصوصيّة ونجاح

أمّا الأغنية الخاصّة، فلا تقل أهميّة بالنسبة لـ”سفر” عن أغنية التّراث التي تحدّثنا عنها، فقد أحبّها الجمهور بسبب الكلمة القريبة المعتمدة، وهي قريبة من الشّارع، وقريبة أيضاً من الهمّ اليومي لأيّ سوري، ويأتي اللّحن ليكمل الهدف فهو غير مُكلِف وبسيط وعميق وبعيد عن السّطحيّة، وهذا ما نلمسه في أغنيات: “منذ الأزل”، و”يا ويل يلي”، “يا ليل”، وغيرها.

بذلك يكون لأغنيات فرقة سفر خصوصيّتها في الحضور والمنافسة أمام الأغنية ليست المحليّة وحسب بل العربيّة أيضاً، وعلى الرغم من صبغة الحزن التي مالت إليها معظم أغنيات الألبوم الثّاني، إلا أن الأُذن تصغي إليها، وهنا لا بدّ من الإلحاح على فكرة أن النّاس قد تملّ التّكرار الحزين في حال وقع مستقبلاً، فمهما كانت الظّروف قاسية وصعبة سيبقى لدى المتلقي مساحة يفضّلها من الأمل والتّفاؤل، أهمّ بكثير من مساحة النّدب والأحزان.

فرقة سفر وكسر المعتاد
الفنان شادي الصفدي – فرقة سفر

ريتينغ برودكشن

Amer Fouad Amer

صحفي مستقل / القسم الثقافي والدرامي النقدي مقدم ومعد برامج
زر الذهاب إلى الأعلى