فاتح المدرس…التأثّر بالإيطالي”جنتلي”…
فاتح المدرس ولد في قرية حريتان بالقرب من حلب، في العام 1922 وتوفي في العام 1999، هو فنان تشكيلي، وقاصّ وشاعر، عاش طفولة شقيّة لا تخلو من الحرمان، وفي المرحلة الابتدائيّة اكتُشف موهبته على يدّ أستاذ الرّسم شريف بيرقدار، فيما بعد أخذ المبادئ الفنيّة على يدّ عدد من أساتذة الفنون.

بعد تأليفه لكتاب “موجـز تاريخ الفنون الجميلة” تمّ إيفاده للدّراسة الفنيّة في أكاديميّة روما في العام 1956 حيث اختار محترف الفنان الإيطالي “جنتلليني” الذي ترك أثره الواضح في منهج فاتح المدرس.
عاد دمشق ليتخذ له محترفاً للرسم وسـطها في العام 1961، وعاد لكليّة الفنون الجميلة فيها، فكان لقدومه وقعٌ خاصّ على تلامذتها الذين رأوا فيه فاتحاً لعهد جديد في الفنّ السّوري.

من أهمّ صفات لوحة المدرس التجريد والتشخيص، وعدم الابتعاد عن الروح الشرقية، على الرغم من الدراسة في أكاديميات غربية إلا أن الرّوح التي رسم بها بقيت تحمل عبقاً أصيلاً، لا بدّ وأن ثماره جاءت من طفولة معذبة، وإصرار على الرّسم والتعبير، واجتهاد في صقل الموهبة والتعلّم من ثقافة الآخر.
قال غازي الخالدي عنه: “ما جلست مرّة مع فاتح المدرِّس إلا وتعلّمت منه شيئاً جديداً، شيئاً رائعاً يلفت النّظر، يجعلك تشعر بأن الحياة جديرة بأن يعيشها الإنسان”.