عيد الهالوين … قناع عربي جديد من أقنعة الجهل

على حدٍّ من العلم: إنّ الـ”هالوين” ظاهرة غربيّة بحتة، حيث أنّ الغربيين يحتفلون به كعيدٍ لأسبابٍ خاصّةٍ مثل: الحصاد، التّأويلات الدّينيّة، التّقاليد الكلتيّة، التّنبؤ بالمستقبل، وغيرها، أمّا نحن العرب فما هو السّبب لاحتفالنا به؟!
هل هو من عاداتنا وتقاليدنا العربيّة أن نحتفل بالـ”هالوين”، كي يصبح رائجاً في أيّامنا، وكأنّه عيد رسمي؟!

عند الواحد والثّلاثين من شهر تشرين الأوّل / أكتوبر من كلّ عام، تزداد مظاهر ارتداء الملابس الغريبة، والأقنعة الملوّنة، عاماً تلو الآخر، ومنها ما هو لشخصيّاتٍ من أفلام “هوليوديّة: “باتمان”، “سبايدرمان”، وغيرها من الأقنعة السّاحرة …
يحاول الشّبّان والشّابّات في هذا العيد ارتداء ملابس مثيرة للدّهشة، يطعّمونها بمظاهر رومانسيّة، للفت النّظر والانتباه، وهناك أشكال، وألوان تتغيّر وتتنوّع، لكنّها تعود إلى مغزىً ومعنىً واحداً، وهو الأشباح والموتى والقبور …
ما هي أسباب هذا التّقبّل عند أبنائنا؟!
يعود السّبب دوماً إلى اتجاهٍ واحدٍ؛ حيث أنّ الشّبّان يرغبون في تقليد العادات الغربيّة، والعيش بتفاصيلها من دون التّفكير إن كان هذا التّقليد صحيحاً أم لا!
هل الـ”هالوين” ينقل الصّورة كما هي؟
على ما نظن، أنّ نقل وتقليد ما لا نفهمه؛ ليس تحضّراً بل غاية في الغباء، فأنت تسمح بتشويه عادة من العادات الدّينيةً، التي لا تخصّ منطقتنا أصلاً، وربّما هو طقس مهمّ من طقوس الشّعوب الأخرى، عمل البعض منهم على تحويله إلى نوعٍ من التّرفيه والتّسلية والمتعة … وها أنت تشارك في شيءٍ لا تعرف أبعاده ولم تبحث عن أصوله وكيف ظهر بهذا الشّكل المُصدّر إلينا!

فهل من إدراكٍ لنتائج تقليد هذا العيد؟
إنّ فكرة عودة الأرواح، وإيحاء الموتى عند أطفال لم يبلغوا من العمر شيئاً، هي فكرة لوحدها قادرة على بثّ الرّعب في نفوسهم، ما عدا الأشكال المخيفة، وتشويه الأطعمة بطريقة مقزّزة للغاية … وهلمّ جرّا من التّصرفات التي تتّسم بالقبح والتّشويه …
لا ندري هل هذا تحضّراً برأيك؟! وهل مجاراة التّطوّر تكون بهذا الشّكل يا ترى؟! فبقليل من البحث عبر صفحات الإنترنت سترى الكثير من الغرابة، والكثير من السذاجة في تطبيق ما لا علاقة لنا به! فهل “النّسخ – لصق” بات عادةً تستهوي الكبار والصّغار من دون التّفكير فيما يقومون به؟!

وفي حال قامت شعوب أخرى بأخذ عادة من عاداتنا التي نقدّسها، ونهتم بها، وتعني لنا الكثير، فهل سترضى بتطبيقهم الأعمى لها؟! وهل ستكون سعيداً في حال شوّهها البعض وذهب بها لأبعد مما نعتقده؟!