طارق العربي طرقان … نسجَ ذاكرة الطّفولة بخيوطٍ من نورٍ وسلام

لكِ منّا كلّ حبٍّ وتقدير في ميلادكِ الثّاني والعشرين، “سبيس تون” قناةُ شبابِ المستقبل، وطارق العربي طرقان كلّ عام وأنتَ جزء منها، والجزء الأرقى من ذاكرةِ أجيالٍ كاملة.
“نستسلمُ، لكن لا، ما دمنا أحياء نرزق ...
ما دام الأملُ طريقاً، فسنحياه”.
هكذا كان، وما زال المبدع السّوري الجزائري طارق العربي طرقان، ملحناً ومغنّياً ومؤلّف أغاني الأطفال، يبثُّ رسائله، ونصائحه، مزيّنةً بكلماتٍ، وجملٍ موسيقيّة، تحملُ في جعبتها الكثيرِ من الحرص، والاحترام لعقول الأطفال، وكلّ ذلك باللّغةِ العربيّةِ الفصحى، بوصفها: لا تعني فقط القواعد، أو بعض المفردات، وإنّما هي ثقافة، فنحن نفكّرُ بلغتنا، وكلّما كانت راقية، ازدادَ إنتاجنا الفكري والعلمي.

كما كانت رسالته دوماً: ربط الموسيقى بالتّعليم، لما لها من تأثيرٍ إيجابيّ على الطّفل، فهيَ تساعدُ في وصولِ المعلومة بشكلٍ أسرع، وتسهّلُ عمليّة التّعلّم، غيرَ أنّها تضيفُ المرح. وكيف لنا أن ننسى كلماته في مقدّمة المسلسل الكرتوني الشّهير “سيمبا”.
“هل شاهدتم ذئباً في البراري يأكل أخاه؟!
هل شاهدتم كلباً، يوماً عضَّ يداً ترعاه؟!
هل شاهدتم فيلاً، يكذبُ، يسرقُ، يشهد زوراً، ينكرُ حقّاً، يفشي سرّاً، يمشي مغروراً بأذاه؟!“
إذا أردنا استحضار بعضٍ من أعماله، لا نستطيع، لأنّها ما برحت عالقة على جدران ذاكرتنا وخيالنا، فهي “حكايات لا تُنسى”، كصورٍ نأبى انتزاعها، أو حتّى مسح غبار الوقت عنها، خوفاً من محوِ مرحلة كاملة من عمرِ طفولتنا، ومنها:
“عهد الصّداقة- المحقّق كونان- كابتن ماجد- بابار- دروب ريمي- أنا وأخي- سيمبا- ماوكلي- سلاحف النّينجا- سابق ولاحق- باص المدّرسة- حكايات لا تُنسى- القناص- هزيم الرّعد- المرفوعات من الأسماء”، كلّ ذلك وأكثر.
فكلّ الامتنان والتّقدير لك أستاذ طارق، لأنّك ساهمت في تغيير مفهوم الفنّ، والتّحليق بعقل الكبير كالصّغير، إلى أسمى مراحل الموسيقى، بصورتها البريئة في كلّ مكان، وكنتَ أوّلَ من يدري، ما معنى حبّ الخيرِ.
شكراً لفنّك الرّاقي، فـ”ما أجملَ أن نحيا في الأرضِ بلا نكران”.
