أحدث المقالاتأهم المقالاتالمقالات عامةمواهب واعدة

صديقتي الأنانيّة تكسب ودّ أطفالها أكثر مني … ما السّبب؟

حلا فطوم

على الرّغم من تكريس حياتي في سبيل راحة أطفالي؛ إلا أنّ صديقتي التي تهتمّ بنفسها، وتعطي وقتاً لذاتها، تكسب ودّ أطفالها أكثر مني! وقد سبب هذا فضولاً في داخلي لمعرفة السّبب وراء ذلك.

قرّرت الذّهاب إلى اختصاصيّة تربية لاستشارتها ومعرفة الخطأ في تربيتي أطفالي، وسبب جفاءهم لي، وذلك ما حدث بالفعل.

عرضتُ مشكلتي على الاختصاصيّة، وهنا كانت المفاجأة، فقد طرحت عليَّ أسئلة بيّنت لي أخطائي الجسيمة التي أرتكبها في نفسي أوّلاً، وبحقّ أطفالي ثانياً.

وإليكم أبرز الأسئلة التي طرحتها عليّ:

1. متى كانت آخر مرّة حضنتي بها أطفالك ومنحتهم جرعة من الحنان؟

2. متى استمعتِ لحديث ابنتك المراهقة؟ وعمّاذا كان؟

3. هل تركتِ أبناءك يقومون بترتيب أسرّتهم ولو لمرّة واحد؟

4. هل طلب ابنك أكلة ذات مرّة وأتى من مدرسته ولم يجدها جاهزة؟

5. متى ذهبتِ لمصفف الشّعر آخر مرّة؟

6. متى أعطيتِ نفسك وقتاً آخر مرّة؟

والكثير من الأسئلة التي أظهرت لي الخطأ الفادح الذي ارتكبه في حقّ ذاتي، ونقص الحنان الذي أسببه لأطفالي على أثر ذلك.

كان السّرّ وراء كلّ هذا “التّنظيم”.

إذ كشفت لي الاختصاصيّة أن ما أقوم به هو عمل الخادمة لا أكثر!

فأنا لم استمع لابنتي ولا حتّى لمرّة واحدة، وليس لديّ علم بما تعيشه!

صديقتي الأنانيّة تكسب ودّ أطفالها أكثر مني ... ما السّبب؟

أنا أقوم بتجهيز الأكلات المفضّلة لأطفالي طوال غيابهم، وعندما يعودون من المدّرسة أكون مرهقة، وأحتاج للنوم في الوقت الذي يكونوا هم بحاجتي، لاستمع لأحاديثهم، ولمشاكلهم، التي اعترضتهم في المدّرسة، وإن حاول أحد أطفالي أن يقوم باحتضاني بحركةٍ عفويّةٍ منه أقوم بصدّه بقولي: “أنا تعبانة ماما أكلتك ع الطّاولة أنا رح نام شوي”.

وهنا أُهمّش دوري كأمّ وأبقى الخادمة التي تجهّز الطّعام لأفراد العائلة، وتذهب للنّوم.

أمّا عن صديقتي الأنانيّة، والتي تذهب لمصفّف الشّعر باستمرار، وتعتني بنفسها، فهي لا تهمل واجباتها المنزليّة، لكنّها تدرك أهميّة الوقت، وأهميّة المثل القائل “لم تخسر وقت استمعت به”، فهي صحيحٌ أنّها تمتلك وقت لنفسها، لكن في الوقت ذاته لديها مساحة لسماع ابنتها، وقصصها في المدّرسة، وبذلك كُسِرَ الحاجز الذي يخلق بين الأمّ وابنتها، كما أنّها تطلب من ابنتها في بعض الأحيان أن تقوم بترتيب سريرها، فبذلك عرفتْ الجهد الذي تقوم به والدتها في ترتيب سريرها، وقدّرتْ مجهودها، وإن لم تصنع حلوى اشتهاها ابنها ابتاعت من المتجر كعكاً، وقدّمته له معتذرةً عن ضيق وقتها، وأنّها ستعوّض له ذلك في مرّةٍ لاحقة.

وبذلك وجدت أنّه لا ضير في أن أعطي نفسي بعض الوقت، وأكون بذلك قادرة على منح أطفالي الأمّ المثاليّة والحنونة في آنٍ معاً.

ريتينغ برودكشن

Amer Fouad Amer

صحفي مستقل / القسم الثقافي والدرامي النقدي مقدم ومعد برامج
زر الذهاب إلى الأعلى