أحدث المقالاتأهم المقالاتإقرأالمقالات عامة

الحياة تدبّ مجدّداً في أوصال كلمات إبراهيم طوقان

والإعلام يزفّ عروس فلسطين

شهد إدريس

رأت شيرين أبو عاقلة منهج الحقّ مظلماً فما اكترثت لسلامتها، وثابرت في رفع السّتار عن الحقيقة حاملةً روحها فوق راحتها، لا تلوموها فهي ابنة فلسطين البارّة والصّحفيّة المهنيّة، لا تلوموها فلم يكن لخيارها ثالث إمّا أن تحيا ويحيا الباطل أو تموت وتحيا الحقيقة.

عندما لفظت ناراً ودماً خافها الرّدى، فشنّ عليها هجومه الأخير وليس الأوّل، وارتقت شهيدةَ على أرض جنين إثر إصابتها برصاص قوّات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم عن عمرٍ ناهز الواحد والخمسين عاماً.

شيرين أبو عاقلة
الشهيدة شيرين أبو عاقلة

شهداء الحقيقة قوافل

لم تكن حادثة استشهاد “أبو عاقلة” الأولى من نوعها، فقد اعتاد الفلسطينيّون على مواكب شهداء الإعلام، ما من ذاكرةٍ عربيّةٍ تغفل استشهاد غسان كنفاني إثر تفجير سيّارته في العاصمة اللّبنانيّة بيروت، تلاه كثيرون أمثال حسن الفقيه، ومحمد البيشاوي، وأحمد أبو حسين، وآخرون تزاحمت كلماتهم وأصواتهم وصورهم في وسائل إعلاميّة عديدة.

هل شيرين أبو عاقلة الأخيرة؟

ربما تكون الإجابة (لا) طالما أنّ هناك من يبدي استعداده الكامل لاستبدال الوسادة بالكفن، غير طامحٍ بوظيفةٍ روتينيّة، مستثنياً كلّ المهن ليجد نفسه في الميدان مراسلاً حربيّاً.

وربّما تكون الإجابة (نعم) في حالة تحقيق حلم العودة، عودة أحفاد مهجّري الثّمانية وأربعين للبيوت القديمة، وعودة كلّ من أنكر عروبة فلسطين عن قوله راضياً أو مرغماً.

شيرين أبو عاقلة
شيرين أبو عاقلة

ريتنغ برودكشن

Amer Fouad Amer

صحفي مستقل / القسم الثقافي والدرامي النقدي مقدم ومعد برامج
زر الذهاب إلى الأعلى