شام البكور والفرحة السورية
الفرحة تتراقص في قلوب السّوريين والعرب، من خلال صور الرّائعة شام بكور، ينتشر على مواقع التّواصل الاجتماعي فرح سوري من نوعٍ آخر، فرح هو الجوهر، شام بكور فرحة انتظرها السّوريون طويلاً، تلقوها بقلوب متشققة، فنزلت كالغيث وروت الظّمأ.
فرّقتنا الأيّام وجمعتنا شام بالحبّ والفوز، رسمت الشّام على جبهتها، وحملت حلب بعينيها، وزرعت سورية بروحها وقلبها وعقلها، ومضت إلى دبي لتشارك في تحدّي القراءة العربي برعاية صاحب السّمو الشّيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدّولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تنظر إلى عينيها فترى الحروف تنطق، وتسمع الضّاد تصدح، بنجاحها تخبرك أن الإرادة تصنع المستحيل، فلا تخف ولا تجزع.

من قلب الرّماد يولد النّجاح
في أرض يسودها الرّماد ويلوّنها السّواد لجأت شام إلى الكتب، وصادقت الحروف، عاشت مع الحكايات، تنقّلت بين شخصيّاتها، وحفظت أصعب الأشعار، وردّدت قصائد المتنبّي واقتدت بالسّيرة النّبويّة، فكانت مثالاً للتربيّة والتّنشئة.
كلّ الفخر سطّرته شام، وكلّ الحبّ احتوته شام، تنهل من أوغاريت، تقف في قلعة حلب، تعانق الصّخور، تحفر اسمها في أعلى القلعة.

شام بكور طفلة عربيّة سوريّة من مدينة حلب، تبلغ من العمر سبع سنوات، يتيمة الأب، عاشت في كنف أم حكيمة، تلقّت تعليماً تقليديّاً، وكانت الكتب خير أنيس لها، لم تسلبها الشّاشات الصّغيرة عقلها، قرأت ما يزيد على ١٠٠ كتاب، تأهّلت للفوز بلقب تحدّي القراءة – سورية، مما أهّلها للمشاركة بتحدّي القراءة العربي على مستوى ٤٤ دولة بحضور ٢٠٠٠ من نجوم التّحدّي وكبار الشّخصيّات، كانت الأولى على ٢٠ مليون مشارك على مستوى الدّول العربيّة وجالياتها من أنحاء العالم، فأذهلت العالم بسنواتها السّبع وفوزها الكبير.
شام حقّقت حلمها، وأدخلت البهجة في قلوبنا، فأنارت بقعة في الدّرب، خطّت حلمها وصارت رمزاً لكلّ الأطفال، تملك من الثّقة والجرأة والإصرار ما يعجز عنه الكبار.

شكراً شام الطّفلة الكبيرة.
شكراً شام وقد أثبت أنّ الإرادة تصنع النّجاح.
شكراً أم شام الأم العظيمة.
شكراً أم شام السّيّدة منال مطر وقد أثبتِ أنّ التّغيير يبدأ من الذّات.
شكراً دولة الإمارات الدّاعمة على الدّوام.
مبارك لك هذا النّجاح ودام تألّقك.
تلك كانت انطلاقة شام فكيف ستكون نجاحاتها القادمة؟
مبارك لسورية وقد أثبتت جدارتها من تحت الرّكام.