زواج الخزامى ..
هبة الله الغلاييني زواج الخزامى

زواج الخزامى
هناك زواج المتعة، والمسّيار، وزواج السّر، وغيرها من المصطلحات التي تُطلق على أنواع كثيرة من الزّيجات الخارجة عن نطاق الزّواج الشّرعي المتعارف عليه.
لكن هل سمعتم بزواج الخزامى؟!
مع أنه مصطلحٌ قديمٌ، إلا أنّنا لم نسمع به من قبل!
هو زواج المصلحة، زواج مختلط من ذكر وأنثى، لإخفاء التّوجه الجنسي الموصوم بالعار اجتماعيّاً لأحد الشريكين أو كليهما.
لم نسمع في المجتمع العربي عن زواج خزامى لمثّليّين يخفون شذوذهم بالزواج المختلط، حتى يتمّ قبولهم في المجتمع،
لأن المجتمع العربي لم يتقبّل هذا الشّذوذ إلى الآن، ولم يخرج هذا الموضوع إلى العلن،
بعكس المجتمعات الغربيّة التي بدأت تتقبّل هؤلاء،وتدافع عن حقوقهم، وتقحمهم في أيّ عملٍ درامي أو مسرحي، كما سمحت لهم بالزّواج، والتّبنّي، والاندماج بالمجتمع.
بدأ زواج الخزامى في النصف الأوّل من القرن العشرينقبل الحرب العالميّة الثّانية،
عندما جعلت المواقف العامّة من المستحيل على الشّخص الذي يعترف بالمثّليّة الجنسيّة متابعة الجمهور له،
ولا سيّما في “هوليوود” المختصّة بصناعة الأفلام السّينمائيّة.
ظهر أحد أقدم استخدامات هذا الزّواج في الصّحافة البريطانيّة في العام ١٨٩٥، في الوقت الذي كانت فيه المثّليّة مرتبطة باللّون.
ومع إدراج شروط الأخلاق في عقود ممثّلي هوليوود في العشرينيّات، عقد بعض النّجوم زيجات المصلحة لحماية سمعتهم العامّة،
والحفاظ على حياتهم المهنيّة، وكان الاستثناء الجدير بالملاحظة، الذي أظهر الموقف غير المستقر للمثّليّين جنسيّاً، هو موقف الممثّل “وليام هينز”، الذي أنهى مسيرته الفنيّة بشكلٍ مفاجئ في سنّ الخامسة والثلاثين، حيث رفض إنهاء علاقته بشريكه الذّكر “جيمي شيلدز”، والدّخول في زواج المصّلحة بتوجيهٍ من صاحب العمل الخاصّ به “ميتر وغولدن باير”.
عاقبت بعض الشّركات الجهات التي رفضت شروط العمل بعدم الدّفع لهم.

زواج الخزامى
كانت زيجات “اللافندر” أيضاً وسيلةً للحفاظ على صورة المشاهير للجمهور، خاصّةً إذا كان هؤلاء المشاهير مشهورين بمظهرهم أو جاذبيّتهم الجنسيّة. وهناك زواج “روبرت تايلور”، و”باربرا ستانويك”، الذي كان يُخفي الازدواجيّة المزعومة لكليّهما، وتمّ وصفه بالخزامى لهذا السّبب، غير أن الدّافع وراء ذلك كان الحاجة إلى حماية سمعتهما بعد أن فضحتهما مجلة “فوتوبلاي” في إحدى مقالاتها، بأنهم يعيشون معاً لسنواتٍ عديدة، وهم غير متزوجين.
كما أن الممثل المشهور “روك هدسون” انزعج من الشّائعات التي نُشرت في مجلة تخطّط لفضح شذوذه، حيث تزوّج “فيليس جيتس”، وهي امرأة شابّة وظّفها وكيل أعماله في العام ١٩٥٥، وهناك زواج الممثّلة والمنتجة الأمريكيّة “كاثرين كورنيل” من مديرها “جوثري مكلينتيك” في العام ١٩٢١، ويُذكر أن “كاثرين” ظهرت فقط في الإنتاجات التي أخرجها، وعاشوا معاً في بيتهم في “مانهاتن” حتى وفاته في العام ١٩٦١.
في أيّامنا هذه لم يعد لزواج الخزامى وجود، حيث حصل المثّليّون في بلاد عديدة على حريّتهم بالزّواج من شركائهم من نفس الجنس، حتى الإناث أصبح بإمكانهن الزّواج من عشيقاتهن، وبشكّلٍ قانونيّ في بعض البلاد، فما هي البلدان التي تَعُد زواج المثّليّين قانونيّاً؟
كان التّوسّع في حقوق المثّليّين والمثّليّات، ومزدوجو الميل الجنسي، متفاوتةً على الصّعيد العالمي، وأصدرت المنظّمات الدّوليّة بما في ذلك الأمم المتّحدة قرارات لدعم حقوق المثّليّين والمثّليّات، لكن جمعيّة حقوق الإنسان تقول إن هذه المنظّمات لديها سلطة محدودة للتنفيذ.
يجد مراقبو الحقوق علاقة قويّة بين حقوق المثّليّين والمثّليّات، والمجتمعات الدّيمقراطيّة، حيث ترى مجموعة البحث “فريدوم هاوس” جميع البلدان التي تتمتّع بالمساواة في الزّواج أيّ عندما يكون للأزواج من نفس الجنس الحقّ القانوني في الزّواج مثل الأزواج من جنس مختلف على أنّها بلدان حرّة.
ما هي أشهر دولة للمثّليّين؟
الدّنمارك: في العام ١٩٨٩ أصبحت الدّنمارك أوّل دولة في العالم تعترف بالمشاركات المسجلة من نفس الجنس، وعاصمتها “كوبنهاغن” المرصوفة بالحصى، هي مليئة بالمثّليّين والمثّليّات المتزوجين قانونيّاً.
نيوزيلندا: لطالما تمّ الإشادة بأراضي السّحابة البيضاء الطّويلة لسلوكها الشّامل والتّقديم تجاه مجتمع المثّليّين والمثّليّات، ومزدوجي الميل الجنسي، ومغايري الهويّة الجنسيّة، في العام ١٩٩٨ كانت نيوزيلندا أوّل دولة تتبنّى تسمية مثليّي الجنس، دولة ودودة مع المثّليّين عند الإشارة إلى الشّركات والإقامة، وهي مبادرة معترف بها الآن على الصّعيد العالمي، وتقدّم شبكة رائعة من المنازل الصّديقة للمثّليّين والمثّليّات التي تعمل على طول وعرض البلاد من أعلى الجزيرة الشّماليّة شبه الاستوائيّة إلى أعماق الجنوب الجليدي.
كندا: “تورونتو” ما تزال منارة للمسافرين المثّليّين في أمريكا الشّمالية، وكندا هي الأمّة الأكثر قبولاً في الأمريكيتين للمجتمع مثليّ الجنس، وقرية “تورونتو” الواقعة في كنيسة “ويلزلي” هي المركز الثّقافي للمدينة، ويوجد لديها العديد من صالات العرض والمسارح والشّركات الصديقة للمثّليّين.
إسبانيا: تقع مدينة “سيتجيس” السّاحلية بعد حوالي ٣٥ كم جنوب غرب “برشلونة”، وهي الضّوء السّاطع لمشهد المثّليّين في إسبانيا، وهي بالفعل واحدة من أكبر الوجهات في أوربا للمسافرين المثّليّين.
يتبع….
