أحدث المقالاتأهم المقالاتإقرأمقالات عشوائيةمواهب واعدة

خراب البيوت

محمد الحسين

كيف يُمكنني أن أكون دُميةً رائقةً للنّظرِ والعرض والمتعة دائماً؟

مَن هو هادم الأُسر العامرة؟

من كان سبباً في سرقة زوجي منّي وآل بنا إلى أبغض الحلال؟!

هذا ما تشهده قاعات المحاكم من قضايا طلاقٍ كان سببها أن بعض الرّجال سوّغوا لأنفسهم استخدام حقّاً (أعطتهم إيّاه الشّريعة) في غير مكانه قاطعين به أواصر المودّة، غير مهتمّين بنتائجه على من خلَفهم، فكيف لعاقلٍ أن يرى أسرتهِ تتهدّم أمامهُ من أجل نزوةٍ عابرةٍ، ليغمضوا أعينهم عن ذلك الأمر المدمّر وهم على درايةٍ بأنّه لا يمكنهم مهما فعلوا أن يعوّضوا تلك الخسارة.

خراب البيوت

فما كانت ذرائعهم ودوافعهم التي دفعت بهم لتهديم ممالكهم العامرة بفضل الله وستره؟

منهم من كانت حجته وذريعته أن زوجته بعد فترة من الزّواج، وهذا أمر طبيعي في حال الزوجة التي يُلقى على عاتقها مهام وتدبير أمور وشؤون منزلها، وتربية الأولاد، أنّها تختفي ليظهر في مكانها امرأة أُخرى زيّنتها سُحاقةُ مطبخ وعِطرُها أريج الطعام! بالطبع حُجتهم هذه زائفة فارغة فهم يُنكرون أن ما يعتري تلك الزّوجة من تغيّر هو لأجلهم. بالتّأكيد هي حجج واهيةٌ لا قيمة لها، بل هي مجرّد رداءٍ لحقيقة يُخفونها وهي رؤيتهم لعشرات النّماذج من الجمالِ المتنوّع تتمثّلُ أمام أعينهم عندما يكونون خارجَ البيوت، في العمل، وفي الشّارع، فيسيل لعابهم الذّكوري البهيمي، ويبدؤون ببناء أحلام صعبة التّحقيق بأن تكون زوجته صورة عن الفتيات في الشّارع أو في العمل، ويتمنّى لو تكون إحداهنّ زوجةً له وبالتّالي الانفصال، والطّلاق، والابتعاد عن زوجته، لأنّها لا تستطيع أن تكون دُمية رائقة للنّظر والعرض والمتعة دائماً كما يريد؟!

هكذا يقوضوا كيان الأسرة ويقطعوا صلة القُربى.

ليس الرجال فقط هم المذنبون في ذلك، فمن النّساء من لها دور كبير أيضاً في خراب البيوت ويطلق عليها اسم زوجة الشّارع، وهي امرأة كفرتْ بالأسرة وآمنت بالطريق. امرأة حاقدةٌ تسعى لتهديم جميع البيوت، حتّى يغدو شارعها الذي تتمايل فيه أرحب وأوسع.

خراب البيوت

ريتنغ برودكشن

Amer Fouad Amer

صحفي مستقل / القسم الثقافي والدرامي النقدي مقدم ومعد برامج
زر الذهاب إلى الأعلى