أحدث الأخبار الفنيةأحدث المقالاتأهم المقالاتإقرأاخبار فنية عامةالمقالات عامةسلايد اخبار فنيةفـــنمقالات عشوائية

خالد تاجا … رحَلَ ولم يرحلْ

د. مأمون علواني في حوار خاصّ مع د. فاطمة أحمد

خالد تاجا

عشر سنوات على غياب الفنّان الرّاحل خالد تاجا أو “أنطوني كوين العرب” حسب ما لقّبه الشّاعر محمود درويش. ماذا تقول عنه؟

أعتقد أنّ هناك صعوبة كبيرة في الحديث عن هرم كبير مثل شخصيّة خالد تاجا، الذي كان واحداً من الأساطير الأخّاذة التي دخلت عالم التّمثيل كي تمثّل وتأخذ بضعة ليرات نقديّة، وإذ به يصبح بإصراره وأدائه وحضوره نجماً حقيقيّاً في سماء الدّراما العربيّة … إذ لا يوجد بيت في سورية، ومعظم بيوت الوطن العربي إلّا ويذكر اسمه يوميّاً. وعندما يأتي الحديث عن الدّراما التّلفزيونيّة ويبدأ الكلام على النّقد في النّصوص والإخراج والأداء لا يستطيع أحد أن يتغافل عن غياب خالد تاجا الذي برحيله، لا أبالغ إذا قلت، انطفأت الشّاشة!!

خالد تاجا لم يكن يمثّل فقط أو يتقمّص الدّور، بل كان يلبس لبوس الشّخصيّة مظهراً وجوهراً، إذّ كلّ عضلة أو تفصيل في وجهه كانت تنطق وتحاور. لم يدع خالد تاجا نمطاً أو شخصيّة إلّا وأدّاها بحرفيّة. إذ مثّل دور المجرم فأبدع، ومثّل دور العاشق فأبدع أيضاً، ومثّل التّراجيديا والكوميديا أيضاً أبدع!

أنطوني كوين العرب

كان رحمه اللّه يتمتّع بكاريزما فريدة وكان يقف أمام الكاميرا مثل الشّعاع أو الضّوء، وفي أداءه وعلاقته مع الجميع كان أشبه بالمدرسة في التّمثيل لما يتمتّع به من معرفة وثقافة. كان بسيطاً ومتواضعاً وخفيف الظلّ أينما وُجد.

إنّ الدّراما السّوريّة فعلاً فقدت أهمّ نجومها وعلم من أعلام الدّراما. نعم لقد مضى على غيابه عشر سنوات، ونحن نشعر برحيله، وخاصّةً من يعمل في الوسط الفنيّ، إذ لا نستطيع أن نجد شخصيّة متكاملة فنيّاً في العمل الدّراميّ مثل خالد تاجا أبداً لا سوريّاً ولا عربيّاً. هذا الإنسان مثّل في سورية، وكأنّه ممثّل هوليوود وهو لا يعرف بهذا. ولو كانت الظّروف الفنيّة في بلادنا جيّدة لكان أفضل ممثلي هوليوود أيضاً إذ لا يقل شأناً عن “آل باتشينو” أو “دي نيرو” وغيرهما … أقول هذا من غير أيّة مبالغة. فلا فرق عندي مثلاً بين “آل باتشينو” وخالد تاجا، لأنّ كلاهما يجذباني لأعماق الشّاشة وكأنّني معهما.

حقيقةً كانت طريقة تمثيل خالد تاجا رهيبة من حيث دخوله في أعماق الشّخصيّة سواء أكانت إجراميّة أم كوميديّة أم تاريخيّة … نعم يمرّ على الدّراما العربيّة الكثير من الممثّلين الممتازين، ولكن من استطاع أن يحاكي الشّارع باختلافاته وهمومه من سنة 1990، وحتّى قبل هذا التّاريخ، هو خالد تاجا، فقد كان العمود الفقري للدّراما.

رحمك اللّه يا أستاذ خالد لقد رحلت عنّا جسديّاً، ولكنّك لم ترحل عنّا روحيّاً! وعنّي شخصيّاً لا توجد جلسة مع أصدقائي إن كانوا في الوسط الفنيّ أو خارجه إلّا ونخلّد ذكراك بالدّعاء الطّيّب. رحمك اللّه!

خالد تاجا في السينما

ريتنغ برودكشن

Amer Fouad Amer

صحفي مستقل / القسم الثقافي والدرامي النقدي مقدم ومعد برامج
زر الذهاب إلى الأعلى