جوهرة الصّوت “هيّام” مبروك

يقولون عنك مدرسة، وأنا أضيف أنّك سحر الإذاعة.
كلّنا نكبر إلا صوتك، يبقى فتيّاً، كلّنا نشيخ إلا فكرك يظلّ نابضاً.
نفتح شبابيك بيوتنا كلّ صباح لنستقبل إشراقة يومٍ جديد، ولنتحسّس نسائم رقيقة، ولنستمع إلى صوتكِ العذب الذي يمنحنا الأمان ويحبّبنا بالمكان، ليجدّد العشق معه.
ما زلتِ يا “هيومة” طّفلة حيّة تدغدغ ذاكرتنا، وستبقين مثالاً للإنسانة المُجدّة والمكافحة، فمع صوتكِ يخضرّ الشّجر، وإن كان الفصل شتاءً، ومع دندناتك يصبح ليومنا معنىً.

لا أقول هذا الكلام ولي غايةٌ عندك، فأنّ أبارك لكِ، أنا وكلّ من يعشق صوتك، في يوم ميلادك، هي تحيّة الواجب، ورغبةٌ منّا بالإصرار على تبجيل علاقة أثيريّة نسجتِها بحياكةٍ قدريّةٍ، كما تحيك الأمّهات لأولادهنّ وأحفادهنّ قطعةً مباركة من الصّوف الدّافئ.
لن أضيف غير كلمات المودّة والاحترام، لقديسةٍ صغيرة، ناضلت، ومنحت سنواتٍ من عمرها، ونذرت الوقت الطّويل ليكون العمل الإذاعي حالةً مشرّفة لها، ولمن يسمعها، ولكلّ من التقى بها.
قديسةٌ، نعم أنت عندنا قديسة، لأنك تفكّرين بنشر السّعادة والفرح في قلوب الملايين، مع إطلالات صوتك الذي لا يمّحي من الوجدان، ومساحته التي لا يدانيها في القوّة والحضور أيّ صوتٍ إذاعيٍّ آخر، ينسج عبيراً، لا بل ياسميناً، لا بل عطراً من نوّعٍ خاصّ؛ لا يمكن تقليده، ولا استنساخه، فهو أصيل حدّ النّدّرة، وخاصٌّ حدّ البراءة.

لن أمجّد، ولن أقول كيف بدأتِ وأين اشتغلتِ، وماذا منحتِ للمحطّات القديمة والحديثة، ولا عدد اللقاءات التي أجريتها، ولا تعداد البرامج التي صنعتها، لكن سأقول أنتِ الجوهرة التي تُعلّمنا الحبّ كلّما سمعناكِ، فمعكِ يتلألأ صوت الجواهر، هل تعلمين لماذا يا عزيزتي؟ لأنّكِ هيامنا.
