الفنان جهاد الزغبي: هل سنصل لفيلم سينمائي يخاطب الجمهور؟

صوتٌ جهوريٌّ لا يمكن لذاكرتك أن تنساه، حضوره لا يمَّحي من حكايات “التيتة” في مسلسل الأطفال الشّهير (كان يا ما كان)، هو السّاحر المخيف، والشّرير المُفزِع، الفلاح والأمير وشخصيّات كثيرة، بَصَمَتْ في طفولتنا، وأيّما بصمة! لكن من ملامح وجهه الخاصّة سترى الممثل الأنيق، والمسرحيّ الجادّ، وسنوات عمره بذلها مقتنعاً بأنّ الفنّ مهنة وقرار لا عودة عنه … الفنان جهاد الزغبي رئيس لجنة التّحكيم في مهرجان السّويداء للأفلام القصيرة – الدّورة الخامسة، نفردُ له في “ريتنغ” المساحة؛ للحديث عن هذا النّشاط الجديد:

لماذا المهرجان؟!
“أهمّيّة المهرجانات، وتحديداً في المحافظات، هي أهمّيّة ثقافيّة، فَصِلتها ليست مباشرة بالعاصمة، وهذا ما عملت به الدكتورة نجاح العطار سابقاً، عندما أنشأت قصوراً للثقافة في المحافظات والمدن السّوريّة، ومنحها إمكانيّاتٍ لوجستية كبنية تحتيّة لها، لكن كيف يمكنك توظيف هذه الإمكانيّات؟! وهنا يأتي مكان هذا المهرجان بالتّحديد، فهو جزءٌ من هذا التّوظيف.
تنتشر الأدوات السّريعة بين يدينا اليوم، وتوصلنا إلى أبعد الحدود، لكن الاحتكاك المباشر لا يتحقق إلا في هكذا مهرجانات، اللقاء مع النّاس وجهاً لوجه هو ما يهدف له الفعل الثّقافي الحقيقي، ومثل هذا المهرجان ينطلق من همّه المحلّي؛ لكنّه يحمل صلةً خاصّة مع الجمهور، أيّاً كان: المحلّي، والسّوري، والعربي”.

علاقة الفعل الثّقافي مع الزّمن الحالي
“نحن بحاجةٍ ضمن هذه الأزمان الخاصّة لمثل هذه الخطوة، هناك إعادة للعلاقة الاجتماعيّة بين النّاس، وإعادة للتّواصل العربي، وتشجيع للإنسان كي يتنفّس، ويرى نشاط سينمائي، وكلّما ضاقت علينا الدّنيا كلّما كنّا بحاجةٍ لمثل هذا النّشاط، كما حصل مع ولادة مسرح الشّارع تاريخيّاً، والذي لطالما شجّعته ورغبت في دعمه منذ أيّام مديريّة المسارح والموسيقى”.

الإغراق في المحليّة يوصلنا إلى العالميّة
“لو درسنا إمكانيّات المهرجان بدقّة، لوجدنا أنّها جدُّ متواضعة، وما دفعنا للمشاركة في المهرجان هو الحبّ، والرّغبة في تقديم شيء جميل لهذا البلد الغالي علينا جميعاً، وشخصيّاً أتوقع له النّجاح والاستمرار في المستقبل.
عندما خاطب مدير المهرجان الأستاذ عصام الدّاهوك الدّول العربيّة جاءنا 65 فيلماً إذاً هناك صدىً وتفاعلاً، والنّاس بحاجة لهذا الفعل الثّقافي، وهناك من ينتظر النّتائج. هنا تقع علينا – لجنة التّحكيم – مسؤوليّة كبيرة، وما يهمّني فعلاً أن نصل إلى فيلم سينمائي نستطيع من خلاله مخاطبة الجمهور فعلاً”.
