أحدث المقالاتمواهب واعدة

تعايشوا معي وتقبّلوني … أنا كورونا

سماح الحمادي

لسّانُ حالي يقول كيف كانوا من قبلي

ولسانُ حالهم يهذّي كيف نقتله

وأنا اليوم في مخابرهم مستقرٌ

يحاولوا درأ نفسي عن الوجودِ بالحيّلِ

كيف نتمتمُ لمعاشرهم؛ أنتم الآفة لا الولدِ

أنتم منْ بمعاملكم أسودتْ السماءُ قاحلةٌ

من جعلتم من الشّجرِ مرافقٌ ومن الغاباتِ منتجعاتٍ

وكلٌّ غيرتموه في الأرض

يوم جئتُ للمسكونة أزُركم

أحمل الهزيل منكم لمختصر السبُلِ

رفعتم السّلاح ضدّي ورصاصةٌ هيهات وصلتني

يقولون لقاحاتٍ، مضاداتٍ، والعديد من الحقنِ

وأنا في مكاني أُقّهقّه ويّحكُمْ أنا لا أمُتِ

جعلتُ لي أولاداً مع أولادكم يدرسون

وتركتُ مني أثراً في المستشفيات يجولْ

ولو بحثتَ عني لوجدتني بداخلك خجول

أنا هنا ولستُ بمحاولاتك سوف أموتْ

زرتَ الأرض وبزيارتي استقبلتني الأمكنة جميعها خاويةٌ

وكأن الارض خشيت أن يزعج الفرد فيها زائرها العزيز

كلٌّ في بيته وأنا في الحاناتِ والشّوارعِ أجول

أطبطبُ على الشّجر على الجدرانِ على الأرصفةِ حيث أجول

أيظنون حقاً أنني سمٌّ والشّمس بقدومي أشعةً تروم

السّماءُ من دون مزعجات دخانكم والأرض من دون ملوّثاتكم

والحال كلّه نحو الأفضل يحول

تبكونني وتنعتون جاء القاتل الكتوم

ونحيبكم طيفُ أحلامٍ فأنا المُخلصُ الرّحوم

تعايشوا معي

تقبّلونني

أنا صديق الأرض بعد اليوم الدؤوب

تتشاطر دويلاتكم في المخابر وتتناقلون عنّي متحوّرات ومعارفٌ

ما شئتم تحدثون؛ فليس هنالك متحوّراتٌ

هنالك سلاسل وأسلافٌ ما زالت في الطريق تهاجر للوصول

أولاداً وعموماً وأحفاد

كلّنا جئنا لمستقرّنا ولن نغادر

تروّجون لكيماويّات صناعاتكم وكأنها حلويّات

تبتاعونها في الجو وفي الأجساد

وما من ثوراتٍ ضدّكم

كلّ الثّورات تتغنّى فقط بالزّوار

جراثيمٌ وفيروسات

تتناقلون أحاديثنا بالجرائد والمتلّفزات

ونحن ملتصقون بالأرض لا فيكم

لو ظننتم في البال عكس ذلك من خواطرٌ وترّهات.

Amer Fouad Amer

صحفي مستقل / القسم الثقافي والدرامي النقدي مقدم ومعد برامج
زر الذهاب إلى الأعلى