(2)كواليس يكشفها الدّكتور مأمون علواني عن أسرار الرياضة والرياضيين…
كنت أنا مأمون علواني معاصراً لهذا الحدث، وسأُدلي بدلوي في الوقت المناسب.
من الماضي:
من بين جماهير “فلورنسا” كنتُ عبارةً عن يهوذا أو الحدباء القذرة، وبالنسبة لجماهير الـ”يوفا” كنت كما اللقيط في أحد أحياء “فلورنسا” الفقيرة، وشخص لم يكن يرغب بالقدوم، وطفل مدلّل لم يكن يحبّ الـ”يوفا”!
منذ اليوم الأوّل في 30 يوليو يوم التّجمّع لمعسكر الـ”يوفا”، نشر التراس اليوفا بيان قال فيه: “إن تصرفات “باجيو” وتصريحاته جرحت كبرياءنا!”.
لقد كانوا غاضبين مني بسبب تصريحاتي حول لعبي كأس العالم 1990 كما لو أنني لاعب لـ”الفيولا”.
الإضافة لحادثة غبيّة أخرى تمّ تضخيمها؛ كانت أنني لم ألبس وشاح “بيانكونيري” أثناء التقديم للصحفيين، فقد قمتُ بوضع الوشاح على الكرسي، وحتى طفل صغير بإمكانه معرفة أن تلك الحركة كانت عفويّة، لكن للأسف كان هناك الكثير من التركيز على هذا الفعل.
نأتي لحادثة ضربة الجزاء أمام “فيورنتينا”، فقبل اللقاء زارني كثير من الأصدقاء القدامى، وجميعهم كان خائفاً من معاملة جماهير “فلورنسا” لي، والمضحك أنني قلت لهم لا عليكم ستكون الأمور بخير.
والمفاجأة أن الواقع على أرض الملعب فاق الخيال، ما زلت أتذكّر جيداً منظر الجماهير !
قبل اللقاء أخبرت “مايفريدي” في حال حصلنا على ركلة جزاء لن أقوم بتسديدها، وعندما تنحيت عن تسديد ركلة الجزاء لم يكن ذلك من دون سبب ، وإلا كان ذلك سيحسب تصرف طفولي وغير احترافي.
“اليوفا” ليس جمعيّة خيريّة، “اليوفا” يدفع لي راتبي كي ألعب جيّداً. لكن النقطة التي كانت في مخيلتي أن حارس “فيورنتينا” يعرفني كثيراً ! وتسديدي للركلة كان سيكون تسهيلاً لمهمته في صدّ الكرة.
وكنت قد حذّرت “دي اجوستيني” قبل التّسديد أنه في حال سجّل ركلة الجّزاء لن نتكلم عن الموضوع أبداً. ولكن بعد تصدّي الحارس للكرة تحوّلت القصّة إلى مُؤامرة.
فما كان عليّ إلا أن أواجه جماهير “اليوفا” في ذلك اللقاء أيضاً وأنا خارج من اللقاء بعد استبدالي، فالتقطتُ وشاح “فيورنتينا” من على الأرض، وكان عبارة عن تصرّف غريزي طبيعي.
ليكون أقرب ما يكون لوداع هذه الجماهير، ولست نادماً أبداً على فعلتي هذه.
اللاعب الجيد هو لاعبٌ طموح، ومحترف، لكن أنا “روبرتو باجيو” عبارة عن إنسان له أحاسيس ومليء بالعواطف، وأكررها دوماً مليء بالعواطف!

بعد اللقاء احتضنني “مايفريدي” في غرفة الملابس أمام جميع اللاعبين، ثم في المؤتمر الصّحفي قال على “اليوفينتوس” أن يفهم أنه تعاقد مع رجل إنسان وليس مع مُرتَزِق! لم يكن حلمي أن أدرب فريق كبير ولكن حلمي أن أدرّب فريق يلعب فيه “روبرتو باجيو” … هي كلمات ستبقى في داخلي إلى الأبد.
يتبع…