الزّوجة “س” تجسّستُ على محادثات زوجي واكتشفت أنه مثليّ الجنس ..
بعد فتحنا المجال للحديث عن المحظور، وصلت هذه الرّسالة إلى بريد المنصّة، وإليكم ما ورد فيها، حيث تقول صاحبتها “س”:
“أنا “س” أروي لكم قصّة حياتي، التي أرهقتني وأذلّتني، ولم أعرف حتى اليوم جواباً لهذه القصّة العويصة، عسى أن أجد من خلال التّواصل معكم مخرجاً وحلّاً يشفي الغليل ..
تزوجت من “ت”، منذ اثني عشر عاماً، وكلّ ما حدث يدلّ على أنه أحبّني وأنا كذلك الأمر، فهو يدلّلني ويحترم كياني، والتّفاهم بيننا قائم، وكما كلّ العلاقات الزّوجيّة هناك مشكلات، أحياناً تكبر بسبب مزاجنا وأحياناً لا نرى منها شيئاً بسبب نقاشنا الموضوعي لها، وعلى مرّ السّنوات لم أشكّ لحظة واحدة بزوجي “ت” أنه يخونني، ولا حتى نزوة عابرة، فقد كان مخلصاً جداً، وأنجبنا أولادنا، والحياة استمرت.
لكن الشّك تسلّل إلى قلبي، فهناك وقت زائد أمضاه على “فيسبوك” و”واتساب”، وأمضيت عاماً كاملاً من الرّقابة ولم أحصل على نتيجة، إلى أن كان الحدث السّعيد في بيتنا، وأقصد الحمل الذي كسر الروتين وزاد من طاقة السّعادة في حياتنا، ولم ألحظ أيّ تقصير من زوجي أبداً، فقد كان يغمرني وحملي بكلّ محبّة وعطف وحنان، لكن لا أخفيكم أن النّاحية الجنسيّة بدأت تزدادا بروداً بسبب وضعي الصّحي، وكنت لا أعلّق على الموضوع لسبب إضافي آخر وهو أن “ت” قد أضطر لإجراء عمل جراحي في فقرات الظهر،
وهذا الأمر زاد من صعوبة إتمامنا للعمليّة الجنسيّة، وكان يتألّم بعد كلّ مرّة نقوم بها، وهذا في آخر سنتين من زواجنا.

رضيت بما قسمه الله لنا
ولم أتعامل مع الأمر إلا برضا وقبول، فلدينا أولادنا، وهناك طفلنا القادم، ومن المهمّ أن أداري على صحة زوجي،
وكلّ الأمور كانت تسير بهذا التّرتيب إلى أن وصلت للشهر الثّامن من الحمل، فقد تغيّرت حالة زوجي “ت” كثيراً، وزاد غيابه غير المبرّر بيننا كعائلة متحابّة، وعدّت من جديد لمراقبة صفحته على”فيسبوك” وحسابه على “واتساب”،
لكن من دون جدوى فلا اسم غريب يدور الشّك حوله، لكن الذي لفتني أن كميّات كبيرة من الرّسائل كانت تصله أثناء دوامه الوظيفي، وكنت قد حوّلت حسابه إلى حسابي، ضمن تقنيّة قمت بها وبعلمه طبعاً،
لكن بمجرد أن تصل الرّسائل يقوم بمحوها على الفور، ولا ألحق منها شيئاً، لكن لاحظت أنها مقاطع فيديو، ولم أعرف ما هو المحتوى.
بقيت كذلك إلى أن حصل مرّة وتمكنت من اللحاق بواحدة من تلك الفيديوهات، وإذّ هي مقاطع جنسيّة!
وقد انتبه زوجي إلى أنني رأيّتها قبله، وكنت انتظر منه أن يبعث لصديقه بكلمةٍ ما، يكفّ فيها عن هذا المزاح الثّقيل، لكن ذلك لم يحصل أبداً!
ازدادا قلقي، فهذا الصّديق لا بدّ وأنه يعرفه على نساءٍ أخريات، وبسببه كان زوجي يمضي وقته متأخراً خارج البيت، وارتفع ضغط دمي، وانخفض السّكري لدي، وقلبي تلاعبت به النيران، وهكذا إلى أن بدأ تمزّق المشيمة لدي، وحذّرني الطّبيب من تدهور صحتي بسبب التّعب النّفسي، بحسب تقديراته.
الصدّمة الكبرى، جاءت في إحدى الليالي، وكنا أنا وزوجي نغط في نومٍ عميق، وتزاحمت أصوات الرّسائل، مما اضطره القيام لإقفال هاتفه، لكنه انسلّ خارج الغرفة ليردّ عليها، معتقداً أنني غافية غير منتبهة لما يجري، عندها أخذت هاتفي لأعرف ما الذي يجري، وكان الانهيار.
القصّة باختصار
ولا أتمنّى لأيّ أحد أن يعيشها، لأنّها مؤلمة جداً، فقد كان الشّاب يرسل لزوجي عبارات مثل:
“خليني عالقليلة إلحسلك، “بدي وقت أطول معك”
وغيرها من الجمل التي كانت تُمسح من قبل زوجي على الفور، وقد كان يجيبه باقتضاب، وبسرعة.
أخفيت معرفتي بالأمر، ولم أظهر لزوجي أيّ شيء، لكن ما كشفته فيما بعد هو الاتفاق الجاري بينهما بأنه سيأتي لزوجي البيت،
حيث أنني رتبت فترة إقامتي بعد الولادة في المستشفى، في بيت أختي التي ستساعدني وتعيلني على آلام ما بعد الولادة، وكان هناك المزيد من الجمل التي لم يستوعبها دماغي وفيها من القرف الشّيء الكثير، والسّؤال الذي كان يدور في بالي هو كيف لزوجي: بتقبّل مواعدة شابّ والإدخال فيه؟!

صرت أعرف أن المواعدة قائمة، خاصّة عندما يًقفل هاتفه لأكثر من نصف ساعة في كلّ مرّة، وقلبي ووجداني يتخبّطان على هذا الغياب الغامض، وأذكر المرّة الأولى التي عاد فيها إلى البيت بعد أن ترك دوامه مبكراً، وقد كنت أعلم أنه يقدّس العمل ولا يهتم بشيءٍ على حساب العمل حتى علاقتنا الزّوجيّة! لكن عاد وأنا اتخبط كالخروف من أوجاع الحمل وقلقي النّفسي بسبب ما يقوم به، وأكاد أفقد رأسي من كثرة الهواجس والتّفكير، وازداد قرفي منه، وفي نفس الوقت لمن أشتكي؟ ولمن أتوجّه بطلب المساعدة؟ كما أني لا أمتلك أيّ دليلٍ مادّي، سوى الرّسائل التي تشجّعت ونسخت صورةً عنها.
كلّ ما أودّ أن أقوله عن تجربتي بأنها المرارة التي لم أذق مثلها في أيّ مرحلة من مراحل حياتي، وكلّما أقرأ بينهما جمل جديدة مثل: “إيمتى بدي إرضعلك”، يجنّ جنوني، فقد بدأ الدّمار في أسرتي، وكيف لي أن أشعر بالأمان من هذا الزوج القذر الذي يقيم بين أولادي؟! كيف سيعلّم هذا الكافر أولاده قيماً في الحياة؟!
حاولت الانتحار مرّة، ثمّ عدلت عن الفكرة، فهناك أبنائي وطفلي القادم، وتمرّ الأيّام ثقيلة ويولد طفلي، حيث لم أشعر بفرحة قدومه أبداً، وأراه يقوم بكلّ واجباته على أكمل وجه، لا تقصير ولا تأخير،
كثير من الأسئلة تدور في رأسي وألمي يزداد
أما يزال في بداية الطريق؟!
هل هو كذلك منذ وقتٍ طويل؟ لكن لماذا لم أتمكن من كشفه؟!
هل أنا مخدوعة به كلّ هذه السّنوات؟!
هل سيقتلني إذا ما واجهته بالحقيقة؟! وماذا سيفعل بأولادنا بعد موتي؟!
كيف سأكمل حياتي معه بعد هذه الصدّمة؟!
هل سيفعل بأولادي أفعالاً شاذّة كما يفعل بصديقه؟!
أرسل إليكم هذه الرّسالة، ألتمس إجابةً من أحدكم، وعبر منبركم، لربّما أحد ما يقرأ ويملي عليّ بنصيحة، قبل أن أقرّر مغادرة هذه الحياة، فقلبي غاضبٌ عليه وما زلت أشكوه إلى الله في كلّ ثانية وأرجو أن يأتي العقاب في أسرع وقت.

ريتينغ برودكشن رسالة الى بريد المنصة