بغلٌ يعتدي على فتاة

فدّانٌ يدّعي الصّداقة، حائطٌ على شكل بشر، خلع كتفها، رماها على الرّصيف، يدّعي أنّه صديق هو ومن خلفه.
لكن الصّداقة لا تعرف طريقها إليكم، ولا من خلفكم.
بغلٌ على شاكلة إنسان، لجأت إليه بعربتها، ركنتها، فركنها في المشفى! كتفٌ مخلوعٌ، ونفسيّةٌ محطّمةٌ! ماذا أتيتم تفعلون على أرضنا؟ قلتم أنّكم ستحموننا. ممن؟ نحن نطلب من يحمينا منكم.
الأرض أرضنا، والفتاة فتاتنا، وقد التزمنا بالصّداقة معكم، ولكن تبيّن أنّكم أتيتم، واستعمرتم، وزرعتم الحقد.
أوليسَ لرائحة الورود مكاناً بينكم، أمّ تعلّمتم الغزو منذ نعومة أظافركم؟! أناشد من بيده العصا أن يصدّ البغال عن شامنا، ويمنع تدفّق الحقد، فلا ينقص هذه الأرض تمزّقاً.
ارحلوا عنّا، واتركونا وحالنا، ننظف عاهاتنا، ونرتّق نفوسنا، ونسعى لتعمير بلدنا.
أخذتم ما أخذتم، ووقعتم ما وقعتم؛ فارحلوا عن الأبواب السّبعة لهذه المدينة، فأنتم تعلمون أنّها العاصمة الأقدم في العالم؛ لعلّكم تعقلون.
ملاحظة: إحدى الصّبايا الجميلات الرّائعات، التجأت لمكانٍ شاغرٍ، ركنت سيّارتها فيه، ونزلت منها، ففاجأها هذا البغل، وقال لها: حرّكي سيّارتك بلغةٍ لا تفهمها، أشارت إليه أنّها ستعود بعد قليل وترحل، فما كان منه إلا أن ضربها على كتفها، لترتمي في المشفى باكيةً هي وأهلها، ونحن معها، فنحن لا نسمح لهؤلاء الفدادين أن تتطاول علينا، وخاصّةً على بتولاتنا.