
رئيس التّحرير: عامر فؤاد عامر

اجتمعن فأبدعن، أربعة فتياتٍ! ثلاث ممثلات جميلاتٍ، وقائدة الدّفّة مخرجة تحاول أن تهرب من نمطيّة العرض المسرحي المقيّد بالخشبة الكلاسيكيّة، فعندما تجتمع النّساء يخضع الأوكسجين لإرادتهن.

تُقَدَّس المرأة كعنصر حيوي في الحياة البشريّة، وعبر الحضارات كانت هي القائد، فقط الذّكر المسيطر هو من يخافها.
طرحت فتيات في عرض “المسرحيّة”، لوريس قزق، ومرح حجاز، ومرح حسن، معاناة المرأة منذ عشرات السنين، من دون أن يثور أيُّ ( ثور ) لنصرتهن، بل تتوالد المصاعب والمشاكل من الإرث الذّكوري وانحلال المجتمع في التّربيّة، والعادات، والتّقاليد، والجهل، والصّراع النّفسي وغيرها.
وجَّهت “المسرحيّة” رسالةً عبر الأمثلة التي طرحتها، فالإناث إذا ما اجتمعن سيتحرك جبلٌ كبيرٌ خلفهن لإحداث التّغيير، ومهما تفوّق الذّكر بدماغه يبقى للأنثى دماغاً خاصّاً ينتصر عليه بكلّ وضوح، ولذلك يُحكِم الذّكر السّيطرة ما استطاع مسلّماً الرّاية من جيلٍ إلى جيل.
“امنحوا المرأة في بلادنا قليلاً من الحريّة لتروا أن الحياة ستصبح أكثر إبداعاً بمرّاتٍ ومرّات”، إذّ أن الأنثى عندما تُمنح الفرص ستنطلق نحو السماء، ولن تسعها أبعاد الكوكب.
لعبت القطط أدوارهن تلك في بيتٍ دمشقيٍّ، وحول البحرة تجري الحكايات، واعتمدت المخرجة “فرح” الابتعاد عن إنارة الكهرباء، فهناك ضوءٌ خافت دائماً بين الشّمعة، والليدات، ليترك العرض لوناً حزيناً لدى المتفرّج، لولا بعض الكوميديا التي يفرضها حسّ الممثّل لكسر السّواد الممزوج بالقضيّة المعروضة، فشكرًا لجميع الجهود التي قُدّمت في مرحلة لا يكاد المرء فيها سوى البحث عن ذاته في كومة الهموم اليوميّة المتراكمة على الإنسان السّوري.

نكرّر الشّكر لكلٍ من:
ديكور محمد وحيد قزق، الذي ساهم في الحسّ الرّمزي
موسيقى رامي الضلّلي
تجمّع هيك؟! الفنّي، وكلّ من ساهم في بناء العمل.
دعوة الحبّ من “الفور كاتس” ممثلاتٍ ومخرجة، اللواتي جسّدن العديد من شخصيّات المرأة ف في عدّة مراحل من حياتها، عسى أن تصل هذه الدّعوة للمكان التي تَلقى فيه التّرحاب من أجل التّغيير والوصول لزمنٍ يرتاح فيه الأبناء القادمون، فـ”إذا ما غابت الأنثى مات الإنسان الذي يكرّمنا الله لأجله”.
ريتنغ برودكشن