أحدث المقالاتأهم المقالاتمواهب واعدة

الـفينيكس المصري يعيد ترتيب أوراق التّاريخ

بيسان خلف

يُسطّر بأخلاقه وقدميه صفحة جديدة من التّاريخ الإنجليزي، بابتسامة لطيفة أُرهقت قلوب حسناوات إنجلترا
يحتلّ “أبو مكّة” كلّ يوم شارع جديد من شوارع مدينة “ليفربول”، ويعيد فيها ترتيب كرامة الإنسان العربي المهدورة،
بسلاحٍ لطالما افتقدناه ألا وهو الأخلاق العالية، وكاريزما المحبّة،
فقط بهذه البندقية ناضل وأزاح أسماء عالميّة إلى أن أصبح قائداً جديداً للسّاحرة المستديرة،
لكن كيف استطاع محمد صلاح سحر جمهور نادي “ليفربول” الإنكليزي، ليجعله يقف ويهتف باسمه فقط،
وتتزيّن سماء إنكلترا بأعلام جمهوريّة مصر العربية؟!

فليتذكّر التّاريخ جيّداً يوم ٢٤-١٠-٢٠٢١ أنّه، وبكلّ عفويّة وتصميم، أطلق الـ”فينيكس” المصري جناحيه،
وحلّق عالياً فوق ستاد “أولد ترافورد” ليكسر عناد الشّيطان الأحمر، ويسجّل “هاتريك”، متحدّياً أعين جماهيرهم العاشقة للنادي العريق، مزلزلاً بقدميه قلب الحارس “ديفيد دي خيا”، وقلوب الآلاف، مداوياً قلوب الملايين حول العالم.

الـفينيكس المصري يعيد ترتيب أوراق التّاريخ
محمد صلاح

لم تكن هذه المرّة الأولى لـ”أبو مكّة”، فها هو ينافس الكبار، ويقلب الأرقام، ليرضي غرور أمّة “ليفربول”، وعشّاق الكرة،
ويعزّز بذلك صدارته في قائمة هدّافي الدّوري الإنجليزي، بوصوله إلى 10 أهداف،
بفارق 3 أهداف عن أقرب ملاحقيه “جيمي فاردي”، مهاجم “ليستر سيتي”، عناده لم يتوقّف عند هذا الحدّ حتى دخل اسمه بقوّة ضمن قائمة اللاعبين الـ 30 المرشّحين للفوز بالكرة الذّهبيّة عن العام 2021.

الـفينيكس المصري يعيد ترتيب أوراق التّاريخ

“صلاح” فعلاً أسطورة لن تتكرّر، ففي بداية ترشّحه للكرة الذّهبيّة أرجح الكثيرين استحالة تتوجيه،
كونه لم يحرز أيّ لقب مع فريق “ليفربول”، لكنه قلب المشهد، وغيّر الحسابات بأدائه الأسطوري خلال الشّهرين الماضيين،
ليقترب أكثر من لحظة عناق حلمه بصناعة تاريخ عربي جديد، عبر إمكانيّة حصوله على لقب أفضل لاعب في العالم، وبجدارة،
شهد لها قامات رياضيّة كبيرة، فقد رسم ملامحه العربيّة السّمراء على جدران بيوت مدينة “ليفربول” الشقراء.

الـفينيكس المصري يعيد ترتيب أوراق التّاريخ
أبو مكة

معادلة الـ”فينكيس” المصري صعبة التّحليل، يربك خصومه، يربك العالم، يخلق ثورة ملوّنة داخل المستطيل الأخضر،
ويبتسم ببراءة، كأنّه لم يفعل شيء، وكأنه لم ينزع قلوبنا مع كلّ مراوغة،
فتخيّل أن تسدّد ركلة جزاء في الدّقيقة الأخيرة من مباراة مرهقة، هكذا هو صلاح، فهنيئاً لجمهوريّة مصر على رجل الجيل العربي الجديد.

الـفينيكس المصري يعيد ترتيب أوراق التّاريخ

ريتينغ برودكشن

Amer Fouad Amer

صحفي مستقل / القسم الثقافي والدرامي النقدي مقدم ومعد برامج
زر الذهاب إلى الأعلى