العلاج النفسي يثبت جدارته عن بعد

آلاف من الصّفعات والكثير من الخيبات تمضي بنا نحو السّقوط في هاوية الألم النفسيّ الذي يفرض علينا اللجوء إلى المعالجة النّفسيّة حين تضعنا الحياة في أضيّق ممرّاتها.
*واقع العلاج النّفسيّ بالنّسبة للبعض.
في الواقع كثيراَ ما يتأخّر بعض النّاس باتّخاذ هذه الخطوة، نظراَ لأسباب كثيرة تختلف باختلاف الأشخاص والظّروف المعاشة من قبلهم، لا سيّما خوفهم السّائد من نظرة المجتمع السّلبيّة، وبالمزامنة مع أزمة كورونا وما فرضته من مصاعب في اللّقاء المباشر.
وباعتبار الصّحة النّفسيّة مطلباَ أساسيّاَ من مطالب الحياة السّليمة، فمن الواجب على الإنسان السّعي نحوها بشتّى الطّرق، مع الإيمان المطلق بأهمّيّة هذه الخطوة في مجرى حياته ككلّ.
إضافة لما ذُكر؛ من الضّروري جدّاً الوقوف مطوّلاَ عند تساؤل مهم، وهو: أيّهما أخطر ( إن صحّ التّعبير) استمرار الألم النّفسيّ أم الإنصات لرأي المجتمع والاستسلام لظروف الحياة؟؟
*الانترنت وسيلة للعلاج النّفسيّ عن بعد
نلاحظ في ظلّ هذا الواقع المتدهور أنّ العلاج النّفسيّ عبر الانترنت ظهر كوسيلة منقذة لكثير من الحالات التي تتردّد في الذّهاب للعيادة، وتسعى جاهدة لإدراك الأمان والاتّزان النّفسيّ في حياتها.
ولكن يبقى علينا التّساؤل، هل العلاج النّفسيّ عن بعد فعّال ويأتي بالنّتائج المنتظرة أم لا؟
وهل أصبح شائعاَ في المجتمع ككلّ أم أنّه بقي محدوداً وغير موثوق النّتائج؟

في تصريح خاصّ للمعالج النّفسي حسام حسون ذكر قائلاَ: إنّ العلاج النّفسيّ عبر الانترنت ووسائل التّواصل المناسبة أصبح شائعاً ومنتشراَ؛ وعلى الرّغم من تفوّق اللّقاء المباشر في نتائجه إلّا أنّ العلاج عن بعد يعدّ بديلاً مناسباً ويثبت فاعليّة كبيرة. كما نوّه إلى نجاح واستمراريّة تجربته الخاصّة في العلاج عن بعد مع كثير من الحالات داخل وخارج سورية، وفي مختلف أنحاء العالم، خاصّة أنّ المتعالجين من العرب في الدّول الغربيّة يجدون صعوبة في التّواصل الفعّال مع الأخصائيين هناك تبعاَ لاختلاف اللّغات والثّقافات، فيلجؤون إلى المعالج العربيّ لنيل النّتائج المرغوبة.
أشار في نهاية حديثه إلى قلّة عدد الحالات التي يصعب علاجها عن بعد، وفاعليّة الكثير من المنصّات والمواقع الإلكترونيّة القائمة على أخصائيين أكفّاء في تقديم خدمات العلاج النّفسيّ عن بعد.
وفي حوار مع المستشارة الأسريّة النّفسيّة لمى الصّفدي أكدت ضرورة التّمييز بين العلاج النّفسيّ وغيره من الاختصاصات التي وضعت نفسها تحت مسمّى الاستشارات النّفسيّة عبر الانترنت.
مشيرة إلى فاعليّة العلاج عن بعد في حين تجاوب المتعالج وقدرته على الإنصات، وتنفيذ التّعليمات التي تُطلب منه.

في النّهاية علينا إدراك أهمّيّة الصّحة النّفسيّة كضرورة عليا من ضرورات الحياة، والإيمان المؤكّد بأن المضّاد الفعّال للألم النّفسيّ هو العلاج النّفسي السّليم وفق أساليب علميّة صحيحة.
لذلك اهتمّ بصحتك النّفسيّة، ولا تسترخصها بالقلق والخوف والمشاعر السّلبيّة، واعلم أنّك المسؤول الأوّل عليها وأنّ الوسائل متاحة أمامك لحمايتها، فإيّاك ثمّ إيّاك أن تقول لا أستطيع، إن قلتها حصل ما أنت تخشاه!