أحدث المقالاتالمقالات عامةمواهب واعدة

السّلوك العدواني والعزلة .. مظاهرالتّوحّد ..

سماح الحمادي

السّلوك العدواني مظاهر التّوحّد

ألديك في منزلك أو عند جيرانك طفل كثير العزلة؟ يبدي دائماً أفعالاً عدوانيّة ليقول لك أنا هنا.

هل شعرت أن طفلك قد تأخر في النّطق بالمقارنة مع ذكريات نطق شريكه الأكبر؟ وهل شعرتَ ليومٍ أن طفل جيرانك متقلّب المزاج لا ينام ليلاً ودائماً ما يخاف من الاختلاط؟

السّلوك العدواني والعزلة .. مظاهرالتّوحّد ..

جميعها تكهنات قد تصلك لمستهلّ بداية طريق الأمان لطفلك، حيث يدّعي اختصاصي الطّبّ، والعلاج النّفسي، أن ما من أسبابٍ حقيقيّةٍ وراء هذا المرض حتى يومنا هذا، بينما نوّه الباحثون أن أسبابه،

على الرغم من عدم إقرارها بشكلٍ حتميّ، لكنّها بالتّكهنات دوماً ما تكون عصبيّة، فهو كتعريف اضطراب نمائي عام، يمتاز بقصور نوعي في العلاقات الاجتماعيّة، وسلوكيّات نمطيّة، واضطرابات تُشخَّصُ عادةً طبيّاً قبل سنّ الثّلاث سنوات من قبل المختصّين.

فلتأهيل ومعالجة مرضى التّوحد، ابنك أو قريبك، لا بدّ من رفدهم بالبرامج والمراكز التّأهيليّة التي بدأت تنتشر في أكثر المدن والمراكز حول العالم.

ولا بدّ بدايةً أن يتمّ تشّخيص المرض بصورةٍ سريعةٍ تبدأ من ملاحظات ذوي الطفل، في عدم طبيعيّة هذا الطف، وبضرورة عرضه على
طبيبٍ مختصٍ يكتشف حالته، ويضع له جدول علاجي وتأهيلي، يجعله منخرطاً في رحلة العلاج والتّأهيل بصورةٍ سريعةٍ، لا مناص منها.

وفي حال لم تتمُّ ملاحظتكم لوجود مثل هكذا مرض خفيّ عند طفلكم أو طفل عائلة ما تعرفونها، فإن سلوكيّات الطفل، وعاداته الغريبة تُعدُّ أكبر دليلٍ على احتماليّة مرضه،

فمن أشهر السّلوكيّات التي يلجأ إليها مريض التّوحد تعمّد عدم الطّاعة، والسّلوك العدواني، إضافةً لإيذاء الذّات، والعزلة المتعمّدة
حيث تكون جميعها تصرفات لجذب اهتمامك تجاهه، ولتركيز وجودك على ما يرغب به، لفهمه، وتحقيقه.

حيث من الخطأ الاعتقاد كعائلة؛ وكمجتمع أن طفل التّوحد لا يملك مشاعر وأحاسيس، بينما كلّ ما في الأمر أن هؤلاء الأطفال يعانون
قصور نوعي في العلاقات الاجتماعيّة، لمعاناتهم من صعوباتٍ في إدراك الحالات الانفعاليّة، وصعوباتٍ في التّعبير عن انفعالاتهم، وفي تكوين علاقاتٍ اجتماعيّةٍ ينخرطون بها.

السّلوك العدواني والعزلة .. مظاهرالتّوحّد ..

لمساعدة طفلك

لا بدَّ أن تبدأ بتطبيق برنامجه الطّبّي، بتكوين آلية علاجيّة ناجحة، تقوم على ضرورة المحافظة على هدوئك لو اضطرب طفلك أو أُصيب بنوبة بكاء معينة، حيث لا بدّ من بناء علاقة قويّة معه، تمكنك من فهمه، واستيعابه بسهولة.

قد تساعد طفلك المريض على اقتناء حيوانٍ أليفٍ في البيت، الأمر الذي لطالما نوّه إلى ضرورته أكثر الاختصاصيّين معرفةً، حيث قالوا
إنه قدّ يطوّر بشكلٍ ملحوظٍ فكرة الانخراط بالآخرين.

كيف لا، وهم من يتعمّد الصّراخ الشّديد، والهيجان، والتّخريب، لو لم تفهم حاجتهم وما يرغبون.

عليك مراعاتهم، وتطبيق برنامجهم العلاجي بدقة، والتّدريب على النوم، وهو النّقطة يصفها البعض بالمعضلة الكبيرة، بينما الحلّ دائماً ما يكون بضرورة تدريبه على خلق عادة نوم، في توقيتٍ معيّنٍ، ومحدّدٍ، ومراقبته في فترة النّهار لمنعه من النّوم بغير هذا التّوقيت
المفروض، والمواظبة على ذلك.

التّوحّد مرض العوز السّلوكي، والاجتماعي، وفكرة العلاج الكلّي منه غير ممكنة إلى يومنا هذا،
لكن الاهتمام، والرّعاية، والمواظبة على الخطّة العلاجيّة، قد تساعد طفلك على الحياة بطريقةٍ أسهل، وأكثر راحة بالنسبة له، ولكلّ من يشاركه حياته، فلا تهمله، ولا تكن مضطرباً لأجله، لأن راحتك معه ملجأ قد ينقله من سفينة الغرق لمظلّة النّجاة.

احتضن طفلك، ولا تهمله، وكنّ خير ملهمٍ له، ليكمل حياته بكلّ دفءٍ، فطاقة طفلك الإبداعيّة ستزداد، كونه يعاني اضطراباً مرتبطاً
بالتّوحد، عادةً ما يدفعه لوضع طاقاته في شيءٍ لم تكن لتتوقع أبداً، في حال منحته الاهتمام، وركّزت على ما يجذبه ويحبّه، فلربما
طفلك هو حكاية الدّهشة المخفيّة، وأنت عليك اكتشافها لنا،

فلا تيأس، ولا تهمله أبداً.

السّلوك العدواني والعزلة .. مظاهرالتّوحّد ..

ريتينغ برودكشن

Amer Fouad Amer

صحفي مستقل / القسم الثقافي والدرامي النقدي مقدم ومعد برامج
زر الذهاب إلى الأعلى