أحدث المقالاتأهم المقالاتإقرأالمقالات عامةبقلم رئيس التحرير

الحياة فكرة

رئيس التحرير: عامر فؤاد عامر

لفتني في الآونة الأخيرة ملاحظة شديدة الخطورة لدى مطالعتي للأخبار اليوميّة؛ حيث لا ينقضي يوم من أيّامنا إلا بوقوع ثلاث جرائم على الأقلّ! وهذا الأمر لم يكن موجوداً في السّابق أبداً، على أقلّ تقدير قبل بدء الحرب في البلاد.

احترتُ كثيراً في رصد السّبب، وها أنا أشارككم الفكرة علّنا نصل معاً لعلاج مناسب نكافح به هذه النّتيجة، التي من الممكن أن تتضخّم وتصبغ أيّامنا بمرارة أكبر.

“كما تفكرون تصبحون”

عبارة قالها أحد الحكماء، قد لا تنطبق على كافة الشّرائح المجتمعيّة في بلادنا؛ لكنّها مختصر مفيد لما أودّ الإشارة إليه، حيث يذكرنا مثلث “مورسيدس” بدراسة بسيطة ومهمّة تشير أن علاقة مباشرة بين الأطراف الثّلاثة: (المشاعر – الأفكار – السّلوك) تؤثّر على بعضها البعض، فالمشاعر تغزو الأفكار والأفكار تسيطر على السلوك والسلوك يعزّز المشاعر وهكذا دواليك، لكن هذا الكلام البسيط لن يتوقّف عند هذا المفهوم، بل يجب أن نتعلّم منه التّالي: كلّما تلقيت فكرة سلبيّة وتعايشت معها كلّما أثّرت على مشاعرك ومددتها بالإحباط والسّلبيات، وبالنّتيجة عكست على سلوكك وغلب فيه الكره والحقد والابتعاد عن الفرح والإيجابيّات.

الحياة فكرة

النتيجة

لبّ الكلام الذي يجب أن ننتبه إليه هو أنّك مسؤول أمام نفسك وأمام الأخرين عن كلّ ما تتلقاه من أفكار أو مشاعر تتغذّى عليها وتعكسها على سلوكك، فإمّا أن تكون أفكار ومشاعر إيجابيّة وبالتالي سلوك إيجابي، أو أن تكون بالعكس! فمع مرور الوقت والسّنوات وتكثيف اللّغة السّلبيّة من دمار وحرب واقتتال ودم وفظائع وإجرام، يظهر في سلوك نسبة كبيرة من النّاس النّتيجة التي تطالعنا بها الأخبار اليوميّة!

الحياة فكرة

دراما الجريمة

هذا ما يجب أن ننتبه إليه اليوم، في برامجنا وفي مسلسلاتنا وفي كلّ ما يمكننا طرحه على المتلقي، وهذا ما يجب أن ننتبه بسببه لأبنائنا بأن نوجههم نحو الصّورة الإيجابيّة، ونمنع عنهم السّلبيّة لأنّ الأمر سيصل حدّ الاختناق إذا استمر على هذا المنوال، وستصبح الجريمة حالة مستمرة في سلوك الأفراد.

لا تستسهلوا الأمر بل انظروا والأمثلة كثيرة في حياتنا، فقد وصل الإحباط بشخصياتٍ مشهورة مؤثّرة بالنّاس وأودى بها إلى الانتحار بسبب تغذيتهم لأنفسهم بمشاعر سلبيّة عاشوا بعدها حالات اكتئاب مثل: مارلين مونرو، وداليدا، وروبن وليامز، وأرنست همنغواي، وهؤلاء جميعاً حصلوا على جوائز عالميّة كالأوسكار ونوبل وغيرها!

الحياة فكرة

وجهان لعملة واحدة

المسألة بسيطة، لكنّها خطيرة جدّاً، فكما تغذي أفكارك ومشاعرك ستؤول إلى حالٍ يماثلها.

يمكننا إنقاذ هذا الجيل الجديد الذي ربي في زمن الحرب، بإمكاننا أن نزيد الصّورة الإيجابيّة في حياتهم، ونوجّههم نحو الجمال، ونحو الفرح، من خلال برامج التّحفيز المنتشرة وما أكثرها في الـ”سوشيال ميديا”، ومن خلال برامج تنشر الفرح، أو قراءة الكتب المفيدة، أو تعلّم الموسيقى وسماعها … فالبوابات الإيجابيّة موجودة بكثرة في حياتنا، وفقط علينا أن نكون أكثر وعياً واستيعاباً للمسألة. الحل موجود وعلينا فقط أن نتخذ القرار ونتّجه نحوه.

ريتنغ برودكشن

Amer Fouad Amer

صحفي مستقل / القسم الثقافي والدرامي النقدي مقدم ومعد برامج
زر الذهاب إلى الأعلى