الجناح النّمساوي .. إكسبو 2021 .. حين تلتقي الحضارات
نتابع جولتنا في المعرض العالمي إكسبو 2021 والذي تحتضنه دبي اليوم، ومن بين مائة وتسعين دولة مشاركة، نجد تميّزاً واضحاً في
الجناح النّمساوي، المؤلّف من ثمانية وثلاثين مخروطاً باللون الأبيض، وهي عبارة عن مجسمات شكل مستوحى من أبراج الرّياح العربيّة التّقليديّة.
جاء الاسم “النمسا” نقلاً عن اللغة التّركيّة التي أخذتها عن المجريّة بدورها، أمّا اسم النّمسا في معظم دول العالم فهو “أستريا”، وفقط
في اللغة العربيّة يُتداول اسم النمسا، وتعني العالم الشّرقي، أو الامبراطوريّة الشّرقيّة.
الجناح النّمساوي

عندما نستذكر النّمسا فإن جمال الطّبيعة يأتي حاضراً في أذهاننا فهي بلد جبلي بنسبة 60% من مساحتها، وجزء كبير من جبال الألب
يقع فيها، ونتذكر الثّلوج والتّهاطل المستمر، وقسوة المناخ الجبلي والبرد القارس، لكن في فصل الرّبيع هناك مناظر ساحرة وخلابة.
تعتمد النّمسا على السّياحة لا سيّما الشّتويّة منها، فالتّزلج على الثّلج والألعاب المُبتكرة بسبب هذه الطّبيعة كثيرة هناك، وزيارة هذه
البلاد لا تكفي مرّة واحدة بسبب نوعيّة ما يوجد فيها وما لا يوجد في بلادٍ أخرى، ولن ننسى المسطّحات المائيّة المنشرة بكثافة، والتي
تشكل إلى جانب الأشجار الضّخمة مشاهد مهمّة للتّأمّل والاستراحة من كلّ عناء.

النّمسا
نقول النّمسا فتظهر المروج الخضراء والبحيرات الكريستاليّة، وقمم الجبال البيضاء، لكن تاريخاً مهمّاً كان في مدن هذه البلد في الحروب
والتنازع بين الدّول المحيطة عليها، ومن يزور العاصمة “فيننا”، و”سالزبورغ”، و”إنسبروك” سيلاحظ هذه الأمور في متاحفها وعمارتها
والمقاهي الشعبيّة والنّاس التي تعيش هناك وتتحدّث عمّا جرى في الماضي.
لن ننسى من مشاهد النمسا الموسيقى فهي مسقط رأس العديد من المبدعين والخالدين في تاريخ اللغة الموسيقيّة على مرّ العصور
أمثال: “جوزيف هايدن”، و”مايكل هايدن”، و”فرانز ليزت”، و”فرانز شوبرت”، و”فولفغانغ أماديوس موتسارت”، و”يوهان شتراوس” الأب والابن،
وغيرهم العديد من الأسماء المهمّة، وتُلقب “فيينا” بأنها عاصمة الموسيقى الكلاسيكيّة في أوربا، كما أن “بيتهوفن” أمضى أفضل جزء من حياته في هذه البلاد وأبدع فيها.

يصلنا الحديث عن الفنّ بالمعماريين النمساويين والرّسامين مثل: “فرديناند جورج”، وغوستاف كليمت”، و”أوسكار كوكوشكا”، وغيرهم
وقد تركوا إرثاً لا يمكن تجاوز أثره على الحصيلة الفنيّة العالميّة.

أثر هذا البلد بأبنائه العلماء أيضا ًفي الأبحاث العلميّة المهمّة لا سيّما البحوث النوويّة، وعلم الميكانيك، وفيزياء الكوانت، كما تعدّ
النمسا بلد أهم الفلاسفة المؤثرين في القرن العشرين، مثل: “لودفيج فيتجنشتاين”، و”كارل بوبر”، ولن ننسى عالم الأحياء ونظريته
الفريدة “جريجور مندل”، كما كانت النّمسا موطناً منتقى من قبل أسماء مهمّة كعالم النفس “سيغموند فرويد”، فكانت دائماً وما زالت
أرض للعلماء والفنانين يقصدها أولئك من كلّ أنحاء البلاد، وبسبب الطّبيعة الخلابة كان للشّعراء والأدباء عطاءاتٍ مهمّة هنا أمثال:
“آرثر شنيتزلر”، “فرانز كافكا”، “راينر ماريا ريلكه”.
