الاحتيال هو عنوانكم … وكفى!
رئيس التحرير: عامر فؤاد عامر
انقضى يومٌ على انقطاع الخدمة فيما يسمّى مواقع التّواصل الاجتماعي، لكن ما الذي دار في هذه المشهديّة بعد مرور هذا الوقت القصير؟! سيّما وأن هذه الخدمة قد عادت من جديد، فشكر البعض السّماء على الانقطاع، وحمدها البعض الآخر على العودة.
لا يهمّنا الآن الولوج لنفسيّة إنسان العالم الافتراضي، والحيّز الكبير الذي أخذت مواقع التّواصل الاجتماعي تشغله في حياته اليوم، ولا لحظة الصّدق التي وقع فيها الجميع رغماً عنهم، ما يهمّنا أن نرى بعيون أوسع، وإدراكٍ أكبر، فمن ينخدع بعد اليوم؟! هكّروا، تحاربوا، تراكضوا نحو مصالحكم الدّنيئة، واصنعوا كلّ ما شئتم، فلن يصدّق كذبكم أحد منّا؟!
نعم، هنالك خساراتٍ لـ”مارك زوكربيرغ” وشركائه، ولكن ليست القصّة بهذه البساطة، وليس الأمر ينقضي بحجة طفلٍ “هكّر” المواقع تلك 10 ساعاتٍ ولم يتمكن أحد من عباقرة التّجسس والتلاعب بردعه؟! إن الكذب يأخذ وجوهاً، عندما تتنازع المصالح بين الكبار، وهذه هي الحقيقة فقط!

فخدعة الـ”هكر” الصغير تلك، ليس إلا إلهاءً وشائعةً جديدةً مبتكرة من أجل التّغطية على خلافاتكم الماديّة! من تهرّب من الضّرائب الكبيرة في السّاعات الماضية للانقطاع المعني؟! نحن لا نعرف ولا نريد أن نعرف، فالغد القريب سيكشف القصّة بتفاصيلها المملّة، ومن اشترى أسهم من؟! ومن اغتصب حصّة من؟! كلّ هذا لا يهمّنا فاحتيالكم بات مكشوفاً، وهذه اللعبة لن تنطلي على الجمهور العريض، وإن كنتم تعتقدون أنكم تتلاعبون كما شئتم بمصيرهم، فهذا الخطأ بعينه، فنصبكم مكشوف وخداعكم معروف، والمسألة كلّها اقتصاد، وفي ساعات الظّلمة تلك؛ كانت الخدعة للارتفاع والانخفاض بين مصالحكم الماديّة الدّنيئة وحسب.
خمس أقطاب في عالم الاقتصاد تجدّد حصصها، وفي ساعات الخدعة انطلقت بشراهة الجشع تفكر في ملئ بطونها، ولا مشكلة لديها في الكذب ولا حتى في أيّ تعطيلٍ أو “تهكير”، ولا ضمير في نسف أيّ إنجازٍ يهمّ البشر؟! فما يهمّ هو مصالحهم الخّاصّة فقط.
احتيالٌ إعلامي جديد، وانتشارٌ لأخبار كاذبة، وتصدير لإشاعة تستعطفون فيها الضّمير العامّ، ليتفاعل معها من خلال صورة طفلٍ صينيٍّ مرتدياً نظارته السّميكة، إن كلّ ذلك لا يعنينا، ولا يلغي من حقيقة أنكم كهنة الاقتصاد، وما هي إلا حرب مصالح، بل حرب تكنولوجيّةً واقتصاديّة، تبيعون فيها الضّمير بكلّ سلاسة من أجل النّوم على أكداس المال استعداداً جديداً لخارطة مستقبليّة يحكمها غرور التّجربة العلميّة لسنوات المستقبل القادم.
فكفاكم خداعاً، وكفاكم نصباً، وألعبوا بعيداً عن إشغال النّاس بكواليسكم، فأنتم تستحقون أن تكونوا فقط مادّةً للتندّر أكثر من أن تروّجوا لأخباركم الواهية…وكفى!
