الأنوثة تنحصر في صدرٍ ممتلئ ومؤخرة كبيرة!
رقية الملحم

أنت جميلة بطريقتك الخاصّة
من جعلك تؤمنين أنّ أنفك الأفطس عثرةٌ في حياتك، من أوهمك أنّ خديك الورديّين كتل مأساويّة، لأنّها خالية من الغمازات، من أخبرك أن شفاهك الرّفيعة لا حياة فيها، من أقنعك أن الجسم المثالي يكمن بالمؤخرة الكبيرة، والأنوثة تنحصر في صدرٍ مليء.
من كذب عليك وزرع في دماغك تعريفاً ساذجا للجمال، وعمّمه في قوالب معيّنة، وأرغمك على التّفكير ليل نهار بكيفيّة ترميم حظّك العاثر، ومسح خلقتك واستبدالها، أرجوك أنظري للمرآة ولصورك، وتذكّري من أحبّك كما أنت.
تذكّري تلك الإنسانة الطبيعيّة، التي كنت ترينها الأجمل على الرّغم من أنّها لا تعرف الـ”بوتوكس، فيلر، تاتو…”، توقفي عن النّظر لشكل جارتك الجديد، والنّسخة المعدّلة عن صديقتك على الـ”فيس بوك، والانستغرام”، وتذكّري أنّ الجمال ليس له معايير، وهو اختلاف لا يقاس بذات المسطرة، وثقي أنك جميلة بحاجبك المتناثر، وبشعيراته اللطيفة القصيرة منها والطّويلة، جميلة برموشك متوسّطة الطّول؛ جميلة بأنفك العادي الذي لا يحتاج منك التّخلي عنه، جميلة بشفاهك الرّقيقة، عندما يرسمان أجمل ابتسامة، احتفظي بملامحك، وفكّ عقدة حاجبيك المقطبين، فأنت جميلة بطريقتك الخاصّة.

انتشار تصوّرات جماليّة نمطيّة عبر وسائل الإعلام
عمل الإعلام على تنميط صورة واحدة لجمال المرأة؛ وظهر مفهوم الشّكل المثالي الذي خلقته وسائل الإعلام المرئيّة منذ ظهورها، لكنه انتشر بفضل تفاعلات الميديا، وظهور الإنترنت ومواقع التّواصل الاجتماعي، حتى صارت معايير الجمال معلومة معدودة، تُختزل في صورة واحدة، يحاول الجميع تقليدها فيلجأ لعمليّات التّجميل ومساحيقه، والحصيلة نسخ مكرّرة متشابهة، تتشارك في الشّفاه، التي تشبه المنطاد الهوائي، والرّموش الاصطناعيّة، التي تمتد مسافات خارج نطاقها الطّبيعي، وخدود منفوخة كبالونات، و”كونتور”، وإضاءة، وشدّ، وتعديل، ونفخ، وتلوين.

ما رأي السّيّدات السّوريات بعمليّات التّجميل؟
أجرت منصّة “ريتينغ” استطلاع رأي لفتيات في سورية، عبر مجموعة خاصّة في “فيس بوك”، حول رأيهن بالعمليّات التّجميليّة.
فأجابت “ميس”: “أُرهق وجهي بعد الولادة، وظهرت علامات كلف، وتجاعيد حول العينين، وبعض التّغييرات الجسديّة بسبب الحمل، لذا فالعمليّات التّجميليّة ضروريّة لأرضي رغبات زوجي”.
عبّرت “زينة”، وهي خريجة إعلام، عن تشجيعها لعمليّات التّجميل، معلّلةً ذلك بأنّ الجمال والمثاليّة (حق) لأيّ امرأة، لكن من دون أن يتحوّل إلى (هوس).
كما بيّنت “فاطمة”، طالبة جامعيّة، رفضها للعمليّات، وقالت: “هي تشويه وليست تجميل، لأنّها تغيير لخلق الله”.
أمّا “وعد “، الطّالبة الجامعيّة في فرع علم الاجتماع، فأكدت أنّها ترفض أن تكون ضحيّة، وحالة إعلانيّة، لترسيخ صورة نمطيّة عن المرأة العصريّة.
“غيداء” أيضاً طالبة جامعيّة، في كليّة الفنون الجميلة، تضيف: “أنا مع إجراء عمليّات التّجميل، والسّبب ببساطة أنّ هنالك كثير من الأشخاص لديهم عيوب خلقيّة، فالفتاة التي لديها عقدة من أنفها، لا مانع من خضوعها للتجميل، وهذه الحالة تستهدف تحسين ملامح الوجه”.
أمّا “نغم” خريجة كليّة الإعلام، قالت بأنّ الجمال جمال الرّوح، والجمال الحقيقي في الدّاخل، وهو الأهمّ، ويجب على وسائل الإعلام أن تلعب دورها في التّوعية والتّوجيه، حتى ننتهي من طريقة التّفكير في كيفيّة ظهورنا مع لون بشرتنا، أو شكل حواجبنا، أو عيوننا، أو أنفنا.
أخيراً
كوني على يقين أنّك إن لم تنجحي في الرضا عن ذاتك، والاقتناع بها، لا أحد سيرضى عليها، وتذكّري دائماً أنك أجمل مما تعتقدين، بطبيعتك، وعفويّتك، وروحك، وعقلك.
