أحدث المقالاتأهم المقالاتإقرأ

الأبراج بين الإيمان وشراء الأمل بالمجان

مرح الحصني

ربّما هي الرّغبة الملحّة في الحصول على بصيص أملٍ في ظلّ هذه الظّروف السّوداويّة، أو لعلّه الطّمع في سماع بضعِ كلماتٍ إيجابيّة، تُحسّنُ من إيقاع يومنا، وتحفّزنا على السّعيّ في ظلّ جميع السّلبيّات التي تُحبطُ عزيمتنا.

ربّما هو الفضول الكبير في التّكهن بالمستقبل مهما كان الكلام عامّاً وسطحيّاً، هو ما يدفعنا للتّركيز عند سماع علماء الفلك، وهم يسردونَ لنا بعض الكلام عن أبراجنا وطوالعنا، سواء كُنّا على إيمانٍ تامٍّ أو عدم الإيمان بما يقولون، لكنّنا نصغي إليهم لغاياتٍ دفينةٍ داخلنا، ولأحلامٍ تضغط علينا تُريدُ التّحقق بسرعة، وبعد تحقيقٍ قامت به “ريتنغ” على وسائل التّواصل الاجتماعي لمعرفة نسبة الأشخاص الذين يؤمنون بالأبراج من الذين لا يعيرونها اهتماماً، وبسؤالٍ جاء على الصّيغة التّالية:

الأبراج بين الإيمان وشراء الأمل بالمجان

هل تؤمن بما يخبرك به برجك؟ (نعم/لا) ولماذا؟

توازنت الكفّتان تقريباً بين الإيمان وعدمه بما تمليه الكواكب على أصحابها، وكان هناك القليل من الخجل في التّصريح بالإيمان بها، بينما تقاربت العديد من الإجابات التي يقول أصحابها إنّهم يؤمنون فقط بالصّفات النّفسيّة المشتركة بين الأشخاص الذين ولدوا في فتراتٍ زمنيّة متقاربة ممن يجمعهم نفس البرج، وفي ذات الوقت لا يؤمنون بالتّنجيم وتكهنات الأبراج بالمستقبل لأنّ الأقدار بيد الله وحده، ولا أحد بمقدوره الاطّلاع على الغيب على حدّ تعبيرهم، وفي ذات الوقت أجاب البعض أن الفلك هو علمٌ قائمٌ بحدّ ذاته تتمّ دراسته في مراكزٍ أكاديميّة مختصّة، لذا لا يمكن لأحدٍ إنكاره وعدم تصديقه بالمطلق، وعن ذلك قال أحد المتابعين، “ظافر”:

“علم الفلك علم قائم بذاته، وعالميّاً أصبح أكاديمي الصبغة، وتأثيرات الفضاء والكون والطّبيعة بما تملك على نفوس وتحركات الإنسان شيء يمكن تفهّمه وتقبل منها ما وافق العقل … التّنجيم شيء آخر، والخلط ما بينهما يدخل بالغيبيّات، وهنا نقطة الخلاف والاختلاف الأساسيّة”.

الأبراج بين الإيمان وشراء الأمل بالمجان

أمّا إحدى المتابعات، “ديانا”، لخّصت حال الكثيرين من متابعي الأبراج بقولها:

“منسمع هي الخزعبلات بلا ما نآمن فيها لما نحس بالإحباط والضّعف واللا جدوى”.

“أمين” كان لديه رأي آخر حيث عبّر عن الموضوع: “الأبراج ما دخلها بكلّ هالحكي إلّي بيحكوه “ماغي” والبقية … رأيي أنا والشي إلّي بآمن فيه إنه كلّ إنسان مرتبط بنجم خاصّ فيه”.

تُعدّ هذه الآراء نموذجاً حيّاً، أردنا نقله إليكم كما هو، ومنه نجد أنّه وعلى الرّغم من عدم إيمان عديد من الأشخاص بما تقوله الأبراج، إلا أنّهم ينسجون من توقعاتها حبالاً يعلّقون عليها ما تبقى لديهم من أمل.

ريتينغ برودكشن

Amer Fouad Amer

صحفي مستقل / القسم الثقافي والدرامي النقدي مقدم ومعد برامج
زر الذهاب إلى الأعلى