إيّاك وشتم وزراء الكهرباء … فإنّهم يعملون لمصلحتنا!

من دول العالم الثّالث، من زمن الظّلام هو النّور! والأزمة هي الحلّ! إلى الحاضر أو المستقبل! لا أعلم أين نحن الآن؟ فالظّلام الحالك أفقدنا القدرة على معرفة أين نحن، حيث الشّعوب تشتكي من خطط الحكومات العظيمة، الواعية جدّاً لحالنا بتوفير استهلاك الكهرباء، ويشتمون وزراء الكهرباء من الفجر وحتّى منتصف الليل.
أيّها المواطنون، هل تعلمون أنّ حكوماتنا العربيّة لا تفعل أشياء عبثيّة ورعناء، ووزراء الكهرباء عندما تعيّنوا من قبل الحكومات، تمّ انتقاءهم بناءً على عقولهم المسّتنيرة القادرة على تصحيح مسار حياتنا نحن الرّعاع، هؤلاء الوزراء الذين تشتمونهم؛ يفكّرون بنا أكثر من أيّ شيء آخر في حياتهم.
هل تعرفون أيّها المواطنون أنّ الوزراء ينكبّون لساعات عملٍ طويلةٍ كي يقرّبوننا من بعضنا أثناء قطع الكهرباء، فتكثر زيارات العائلة والجيران والأصدقاء، هؤلاء الأشخاص العظماء يجعلوننا أكثر وعياً لأبنائنا، كونهم يشغلوننا عن الهواتف الذّكيّة، التي سرقت عقولنا وعواطفنا، وأحياناً أخرى يمنحوننا الرّومانسيّة لنفكر بأحبائنا تحت ضوء الشّموع، ونشتاق صوتهم لنقع في الحبّ أكثر، إنّهم يشجعوننا على الزّواج بمن نحبّ، وأيضاً على زيادة عدد النّسل.

حتى “مارك زوكربيرج” مؤسّس الـ”فيسبوك” يقف حائراً كلّما انقطع تيارنا الكهربائي، محتاراً ومتسائلاً: أين يذهب هؤلاء يوميّاً؟! لا بدّ أنّهم يشتغلون على شيءٍ مرعب، فهم يرحلون عن صفحاتهم بالجماعات. لكن نقول لك يا “مارك” قد خطط الوزراء بفكرهم العظيم كيف ستتلقى خسائر كبيرة، في كلّ مرّةٍ يتمّ فيها قطع التيّار الكهربائي عن البلاد.
وزراء الكهرباء في حكوماتنا حريصون جداً على جعلنا سعداء في حياتنا، فكلّ يومٍ يجتمعون لساعاتٍ طويلة، يفكرون كيف سيصنعون مستقبلاً أفضل لنا، مع الأخذ بعين الاعتبار كلّ السّيناريوهات المستقبليّة، سواء الجيّدة منها والسّيئة، فتخيّل أن تختفي الكهرباء من العالم، ستكون عندها مدرّب جيّداً وقادر على التّعايش، صدقني ستكون بلادك في مقدّمة الدّول، وستصبح قوّة مهيمنة على العالم، خطّة تلك الحكومات هي الأكثر ذكاءً وحكمة على مرّ التّاريخ.
رجاءً دعك من خرافات أنّ وزراء الكهرباء هدفهم النّيل منك ومسح كرامتك بالأرض، لأنّهم يعملون ليلاً نهاراً من أجلك، من أجل أولادك في المستقبل، عندما نلتقي يوماً حيث لا يوجد نور.
