أحدث المقالاتالمقالات عامة

إكسبو 2021 … حين تلتقي الحضارات … فرنسا

ريتينغ برودكشن

الجناح الفرنسي في معرض إكسبو الإمارات

تستضيف دولة الإمارات العربيّة المتّحدة فاعليّة حيويّة، تجتمع فيها دول العالم وأقطابها، وكعادة معارضها، نرى الذّوق والرّقي والتّنظيم في أبهى حلّة، ومن بين الدّول التي تميّزت بجناحها، وعكست طابعها الحضاري كانت فرنسا.

اتخذت اسمها الحالي “فرنسا” في عهد “فيليب أغسطس”، وقد كان الاسم غير معروف قبل ذلك، فكانت بلاد الفرنجة، و”فرانكون”، و”فرانسيسكا”، و”فرانسيا”، وغيرها من الأسماء، وتشير الدّراسات إلى أن آثار الإنسان القديم فيها تعود لما قبل 1.8 مليون سنة، ومنذ ذلك الحين بقيت ساحة للتنافس والصّراع ونشر الجديد لكلّ الدّول المحيطة بها.

تلعب فَرنسا، بعد مرور كلّ هذا الزّمن، دوراً بارزاً في تاريخ العالم عبر الثّقافة واللغة الفرنسيّة، والتي تعدّ مؤثرة إلى يومنا هذا في ثقافة دول أخرى مثل: كندا والكونغو، وبلجيكا، وسويسرا، ولوكسمبورغ، وموناكو، وبقيّة دول إفريقيا النّاطقة بالفرنسيّة، لكن المفارقة بأن هناك قرابة 400 لغة منطوقة داخل حدود هذا البلد الذي تعشقه النّاس من كلّ حدبٍ وصوب، ولن نُتّهم بالمزاودة إن قلنا: تعدّ فَرنسا بلداً مؤثراً في نواحي حيّة تهمّ أيّ كائن بشري على سطح كوكب الأرض كالموضة، والأزياء، والغناء، والثقافة، والرياضة، والسياحة، والعطور، كونها مركز تاريخي فاض وصدّر المعرفة لجهات العالم الأربعة.

تضم هذه الدّولة قائمة كبيرة من مواقع التّراث العالمي لليونسكو، وتعلق في ذاكرة أيّ سائح يزورها، سواء في الحقيقة أو عبر العالم الافتراضي، مواقع مهمّة مثل: برج إيفل، ومتحف اللوفر، وقصر فرساي، وقوس النّصر، ومركز بومبيديو، وجبل ميشيل، والعديد من القلاع التّاريخيّة، والمباني الدّينيّة، والكنائس، والحدائق، والنُّصب التّذكاريّة.

برج إيفل

هذه الثقافة وهذا الحضور يبرّر لنا تأثرنا بأسماء عملاقة في عالم الكتاب، والموسيقى، والفنون على أنواعها، ولنتذكر معاً أن فرنسا من أبدعت أسلوبي الباروك والروكوكو في الفنّ التّشكيلي، وفيها انتعشت الأوبرا ونافست أشهر الدّور في باقي أوربا، ومن الأسماء التي أُنجبت وتعلق في البال: “موليير” وما قدمه للمسرح والأوبرا، وأسماء عديدة من أدباء وفلاسفة وشعراء أمثال: “ديكارت، فولتير، جان بول سارتر، فكتور هوغو، ألبير كامو”، وعشرات الأسماء الأخرى.

قوس النصر

هذه الدّولة العلمانيّة جعلت من الحريّة الدّينيّة حقّ دستوري منذ قرابة القرن، وفيها جوانب مهمّة أخرى إذّ تعد ثاني أكبر بلد “فرنكوفوني” في العالم، ولها من الثّقل التّاريخي والحضاري المزيد، وإذا حاولنا استذكار الأرقام فلن ننتهي منها قبل وقتٍ طويل.

القلعة البنية

نرى اليوم في تصميم الجناح الفرنسي في معرض إكسبو 2021 المُقام على أرض مدينة المعارض في دبي ألواح شمسيّة ضوئيّة موزّعة على واجهة المبنى الرّئيس، ليعكس أضواء متماسكة وملفتة للانتباه، كأنها مصدر للإلهام والمعرفة ورغبة من مصمميها على لغة مميزة من الإبداع.

Amer Fouad Amer

صحفي مستقل / القسم الثقافي والدرامي النقدي مقدم ومعد برامج
زر الذهاب إلى الأعلى